تاریخ ابن أعثم الکوفی

احمد بن علی اعثم کوفی الکندی‏

جلد 1 -صفحه : 265/ 17
نمايش فراداده

عليهم، قال خالد: و كيف ذلك؟ قال: لأني كنتفي السرية التي قد وافتهم فلما نظرواإلينا قالوا: من أين أنتم؟ قلنا: نحنالمسلمون، فقالوا: و نحن المسلمون، ثمأذّنّا و صلّينا فصلّوا معنا، فقال خالد:صدقت يا [أبا-] (1) قتادة إن كانوا قد صلوامعكم فقد منعوا الزكاة التي تجب عليهم و لابدّ من قتلهم. قال: فرفع شيخ منهم صوته وتكلّم فلم يلتفت خالد إليه و إلى مقالتهفقدمهم فضرب أعناقهم عن آخرهم (2). قال: وكان أبو قتادة قد عاهد الله أنه لا يشهد معخالد بن الوليد مشهدا أبدا بعد ذلك اليوم.

قال: ثم قدّم خالد مالك بن نويرة ليضربعنقه فقال مالك: أ تقتلني و أنا مسلم أصلّيإلى القبلة! فقال له خالد: لو كنت مسلما لمامنعت الزكاة و لا أمرت قومك بمنعها و الله!ما نلت ما في مثابتك حتى أقتلك. قال: فالتفتمالك بن نويرة إلى امرأته فنظر إليها ثمقال: يا خالد! بهذه قتلتني؟ فقال خالد: بلالله قتلك برجوعك عن دين الإسلام و جفلكلإبل الصدقة و أمرك لقومك بحبس ما يجبعليهم من زكاة أموالهم. قال: ثم قدّمه خالدفضرب عنقه صبرا (3). فيقال إن خالد بن الوليدتزوج بامرأة مالك (4) و دخل بها، و على ذلكأجمع أهل العلم.

(1) سقطت من الأصل.

(2) كذا بالأصل، و يفهم من رواية الطبري والأغاني أن قتلهم لم يكن مقررا إنما كانلسوء فهم أمر أصدره خالد بقوله: أدفئواأسراكم و كان في لغة كنانة إذا قالوا:دثروا الرجل فأدفئوه، دفئه أي اقتلوه منالدف ء. فظن القوم- و هي في لغتهم القتل-أنه أراد القتل، فقتلوهم. و قد عبر خالد عنأسفه بقوله: إذا أراد الله أمرا أصابه (3/ 278الأغاني 15/ 301).

(3) كذا بالأصل، و هو ما ذهب إليه اليعقوبي،و أما في الرواية المتقدمة عن الطبري والأغاني أن ضرار بن الأزور هو الذي قتلمالكا. و يقول أخوه متمم بن نويرة يرثيه:


  • فعشنا بخير في الحياة و قبلنا و كنا كندماني جذيمة حقبة فلما تفرقنا كأني و مالكا لطول اجتماعلم نبت ليلة معا

  • أصابالمنايا رهط كسرى و تبعا من الدهر حتىقيل لن يتصدعا لطول اجتماعلم نبت ليلة معا لطول اجتماعلم نبت ليلة معا

في أبيات (الأغاني- الكامل لابن المبرد-أدب الكاتب و قال:


  • نعم القتيل إذا الرياح تناوحت أ دعوته باللّه ثم غدرته لو هو دعاكبذمة لم يغدر

  • خلفالبيوت قتلت يا بن الأزور لو هو دعاكبذمة لم يغدر لو هو دعاكبذمة لم يغدر

(4) هي أم تميم بنت المنهال بن عصمة الرياحيو هو الذي كفن مالكا- بثوبيه.