تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 2 -صفحه : 654/ 62
نمايش فراداده

بمن كان قبل مملكته بالسنن الصالحه وبأدبهم و كانوا لسوء أدبه، و مخافه سطوته،متواصلين متعاونين، و كان من رايه انيعاقب كل من زل عنده و اذنب اليه من شدهالعقوبة بما لا يستطاع ان يبلغ منه مثلهافي مده ثلاثمائة.

و كان لذلك لا يقرعه بسوط انتظارا منهللمعاقبه له بما ليس وراءه افظع منه.

و كان إذا بلغه ان أحدا من بطانته صافىرجلا من اهل صناعته او طبقته نحاه عنخدمته.

و كان استوزر عند ولايته نرسى حكيم دهره وكان نرسى كاملا في أدبه، فاضلا في جميعمذاهبه، متقدما لأهل زمانه و كانوا يسمونهمهر نرسى و مهر نرسه، و يلقب بالهزار بنده،فأملت الرعية بما كان منه ان ينزع عناخلاقه، و ان يصلح نرسى منه، فلما استوى لهالملك، اشتدت اهانته الاشراف و العظماء، وحمل على الضعفاء، و اكثر من سفك الدماء، وتسلط تسلطا لم يبتل الرعية بمثله في ايامهفلما راى الوجوه و الاشراف انه لا يزدادالا تتايعا في الجور، اجتمعوا فشكوا ماينزل بهم من ظلمه، و تضرعوا الى ربهم، وابتهلوا اليه بتعجيل إنقاذهم منه فزعمواانه كان بجرجان، فراى ذات يوم في قصره فرساعائرا- لم ير مثله في الخيل، في حسن صوره، وتمام خلق- اقبل حتى وقف على بابه، فتعجبالناس منه، لأنه كان متجاوز الحال، فاخبريزدجرد خبره، فامر به ان يسرج و يلجم، ويدخل عليه، فحاول ساسته و صاحب مراكبهالجامه و اسراجه، فلم يمكن أحدا منهم منذلك، فانهى اليه امتناع الفرس عليهم، فخرجببدنه الى الموضع الذى كان فيه ذلك الفرسفألجمه بيده، و القى لبدا على ظهره، و وضعفوقه سرجا، و شد حزامه و لببه فلم يتحركالفرس بشي‏ء من ذلك، حتى إذا رفع ذنبهليثفره استدبره الفرس فرمحه على فؤادهرمحه هلك منها مكانه، ثم لم يعاين ذلكالفرس و يقال: ان الفرس ملا فروجه جريا فلميدرك و لم‏