سنه 9
وقف عليه فلم ير فيه شيئا، فقال: من سبقناالى هذا الماء؟ فقيل له:
يا رسول الله، فلان و فلان، فقال: او لمننههم ان يستقوا منه شيئا حتى نأتيه! ثملعنهم رسول الله، و دعا عليهم ثم نزل (ص)،فوضع يده تحت الوشل، فجعل يصب في يده ماشاء الله ان يصب، ثم نضحه به و مسحه بيده، ودعا رسول الله (ص) بما شاء الله ان يدعو،فانخرق من الماء- كما يقول من سمعه: ان لهحسا كحس الصواعق، فشرب الناس و استقواحاجتهم منه، فقال رسول الله (ص):
من بقي منكم ليسمعن بهذا الوادى، و هواخصب ما بين يديه و ما خلفه ثم اقبل رسولالله (ص) حتى نزل بذى أوان، بلد بينه و بينالمدينة ساعه من نهار، و كان اصحاب مسجدالضرار قد كانوا اتوه و هو يتجهز الى تبوك،فقالوا: يا رسول الله، انا قد بنينا مسجدالذى العله و الحاجة و الليلة المطيره والليلة الشاتيه، و انا نحب ان تأتينافتصلى لنا فيه فقال:
انى على جناح سفر، و حال شغل- او كما قالرسول الله- و لو قدمنا ان شاء الله اتيناكمفصلينا لكم فيه، فلما نزل بذى أوان أتاهخبر المسجد، فدعا رسول الله (ص) مالك بنالدخشم، أخا بنى سالم بن عوف و معن بن عدى-او أخاه عاصم بن عدى أخا بنى العجلان- فقال:انطلقا الى المسجد الظالم اهله فاهد ماه وحرقاه، فخرجا سريعين حتى أتيا بنى سالمابن عوف، و هم رهط مالك بن الدخشم، فقالمالك لمعن: انظرنى حتى اخرج إليك بنار مناهلى، فدخل الى اهله، فاخذ سعفا من النخل،فاشعل فيه نارا، ثم خرجا يشتد ان حتى دخلاالمسجد و فيه اهله، فحرقاه و هدماه، وتفرقوا عنه، و نزل فيهم من القرآن ما نزل:«و الذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا وتفريقا بين المؤمنين»، الى آخر القصة.
و كان الذين بنوه اثنى عشر رجلا: خذام بنخالد، من بنى عبيد بن