سنه 13
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن عمرو،عن الشعبى، قال: لما قدم خالد بن سعيد ذاالمروة، و اتى أبا بكر الخبر كتب الى خالد:
أقم مكانك، فلعمرى انك مقدام محجام، نجاءمن الغمرات، لا تخوضها الا الى حق، و لاتصبر عليه و لما كان بعد، و اذن له في دخولهالمدينة قال خالد: اعذرنى، قال: اخطل! أنتامرؤ جبن لدى الحرب فلما خرج من عنده قال:كان عمر و على اعلم بخالد، و لو اطعتهمافيه اختشيته و اتقيته! كتب الى السرى، عنشعيب، عن سيف، عن مبشر و سهل و ابى عثمان،عن خالد و عباده و ابى حارثة، قالوا: و اوعبالقواد بالناس نحو الشام و عكرمه ردءللناس، و بلغ الروم ذلك، فكتبوا الى هرقل،و خرج هرقل حتى نزل بحمص، فأعد لهم الجنود،و عبى لهم العساكر، و اراد اشتغال بعضهم عنبعض لكثرة جنده، و فضول رجاله، و ارسل الىعمرو أخاه تذارق لأبيه و أمه، فخرج نحوهمفي تسعين ألفا، و بعث من يسوقهم، حتى نزلصاحب الساقه ثنية جلق باعلى فلسطين، و بعثجرجه بن توذرا نحو يزيد بن ابى سفيان،فعسكر بازائه، و بعث الدراقص فاستقبلشرحبيل بن حسنه، و بعث الفيقار بن نسطوس فيستين ألفا نحو ابى عبيده، فهابهم المسلمونو جميع فرق المسلمين واحد و عشرون ألفا،سوى عكرمه في سته آلاف، ففزعوا جميعابالكتب و بالرسل الى عمرو: ان ما الرأي؟
ان الرأي الاجتماع، وذلك ان مثلنا إذا اجتمع لم يغلب من قله، وإذا نحن تفرقنا لم يبق الرجل منا في عدديقرن فيه لأحد ممن استقبلنا و اعد لنا لكلطائفه منا فاتعدوا اليرموك ليجتمعوا به، وقد كتب الى ابى بكر بمثل ما كاتبوا بهعمرا، فطلع عليهم كتابه بمثل راى عمرو،بان اجتمعوا فتكونوا عسكرا واحدا، و القوازحوف المشركين بزحف المسلمين،