سنه 13 فإنكم اعوان الله، و الله ناصر من نصره، وخاذل من كفره، و لن يؤتى مثلكم من قله، وانما يؤتى العشرة آلاف و الزيادة علىالعشرة آلاف إذا أتوا من تلقاء الذنوب،فاحترسوا من الذنوب، و اجتمعوا باليرموكمتساندين و ليصل كل رجل منكم باصحابه. و بلغ ذلك هرقل، فكتب الى بطارقته: اناجتمعوا لهم، و انزلوا بالروم منزلا واسعالعطن، واسع المطرد، ضيق المهرب، و علىالناس التذارق و على المقدمه جرجه، و علىمجنبتيه باهان و الدراقص، و على الحربالفيقار، و أبشروا فان باهان في الاثر مددلكم ففعلوا فنزلوا الواقوصة و هي على ضفةاليرموك، و صار الوادى خندقا لهم، و هو لهبلا يدرك، و انما اراد باهان و اصحابه انتستفيق الروم و يأنسوا بالمسلمين، و ترجعاليهم أفئدتهم عن طيرتها. و انتقل المسلمون عن عسكرهم الذى اجتمعوابه، فنزل عليهم بحذائهم على طريقهم، و ليسللروم طريق الا عليهم فقال عمرو: ايهاالناس، أبشروا، حصرت و الله الروم، و قلماجاء محصور بخير! فأقاموا بازائهم و علىطريقهم، و مخرجهم صفر من سنه ثلاث عشره وشهرى ربيع، لا يقدرون من الروم على شي ء،و لا يخلصون اليهم، اللهب- و هو الواقوصة-من ورائهم، و الخندق من امامهم، و لايخرجون خرجه الا اديل المسلمون منهم، حتىإذا سلخوا شهر ربيع الاول، و قد استمدواأبا بكر و اعلموه الشان في صفر، فكتب الىخالد ليلحق بهم، و امره ان يخلف على العراقالمثنى، فوافاهم في ربيع. كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه و عمرو و المهلب، قالوا: و لما نزلالمسلمون اليرموك، و استمدوا أبا بكر،قال: خالد لها فبعث اليه و هو بالعراق، وعزم عليه و استحثه في السير، فنفذ خالدلذلك، فطلع عليهم خالد، و طلع باهان علىالروم، و قد قدم قدامه الشمامسه و الرهبانو القسيسين، يغرونهم و يحضضونهم علىالقتال، و وافق قدوم خالد