سنه 12
مصيخ بنى البرشاء
قالوا: و لما انتهى الخبر الى خالد بمصاباهل الحصيد و هرب اهل الخنافس كتب اليهم، ووعد القعقاع و أبا ليلى و اعبد و عروه ليلهو ساعه يجتمعون فيها الى المصيخ- و هو بينحوران و القلت- و خرج خالد من العين قاصداللمصيخ على الإبل يجنب الخيل، فنزل الجنابفالبردان فالحنى، و استقل من الحنى، فلماكان تلك الساعة من ليله الموعد اتفقواجميعا بالمصيخ، فأغاروا على الهذيل و منمعه و من أوى اليه، و هم نائمون من ثلاثةاوجه، فقتلوهم و افلت الهذيل في اناسقليل، و امتلا الفضاء قتلى، فما شبهوا بهمالا غنما مصرعه، و قد كان حرقوص بن النعمانقد محضهم النصح، و أجاد الرأي، فلمينتفعوا بتحذيره، و قال حرقوص بن النعمانقبل الغارة:الا سقيانى قبل خيل ابى بكر.
الأبيات و كان حرقوص معرسا بامرأة من بنىهلال تدعى أم تغلب، فقتلت تلك الليلة، وعباده بن البشر و امرؤ القيس بن بشر و قيسبن بشر، و هؤلاء بنو الثوريه من بنى هلال وأصاب جرير بن عبد الله يوم المصيخ من النمرعبد العزى بن ابى رهم بن قرواش أخا أوسمناه، من النمر، و كان معه و مع لبيد بنجرير كتاب من ابى بكر باسلامهما، و بلغ أبابكر قول عبد العزى، و قد سماه عبد اللهليله الغارة، و قال:
سبحانك اللهم رب محمد.
فوداه و ودى لبيدا- و كانا أصيبا فيالمعركة- و قال: اما ان ذلك ليس على إذنازلا اهل الحرب، و اوصى باولادهما، و كانعمر يعتد على خالد بقتلهما الى قتل مالك-يعنى ابن نويره- فيقول ابو بكر: كذلك يلقىمن ساكن اهل الحرب في ديارهم و قال عبدالعزى:
اقول إذ طرق الصباح بغاره:
سبحانك اللهمرب محمد
سبحانك اللهمرب محمد
سبحانك اللهمرب محمد