سنه 14
و لم تزل سلمى مغاضبة لسعد عشيه ارماث، وليله الهداه، و ليله السواد، حتى إذااصبحت اتته و صالحته و اخبرته خبرها و خبرابى محجن، فدعا به فاطلقه، و قال: اذهب فماانا مؤاخذك بشي ء تقوله حتى تفعله، قال:لا جرم، و الله لا اجيب لساني الى صفه قبيحابدا.
يوم عماس
كتب الى السرى بن يحيى، عن شعيب، عن سيف،عن محمد و طلحه و زياد باسنادهم، و ابنمخراق عن رجل من طيّئ، قالوا: فأصبحوا مناليوم الثالث، و هم على مواقفهم، و اصبحتالأعاجم على مواقفهم، و اصبح ما بين الناسكالرجله الحمراء- يعنى الحره- ميل في عرضما بين الصفين، و قد قتل من المسلمين الفانمن رثيث و ميت، و من المشركين عشره آلاف منرثيث و ميت و قال سعد: من شاء غسل الشهداء،و من شاء فليدفنهم بدمائهم، و اقبلالمسلمون على قتلاهم فاحرزوهم، فجعلوهممن وراء ظهورهم، و اقبل الذين يجمعونالقتلى يحملونهم الى المقابر، و يبلغونالرثيث الى النساء، و حاجب بن زيد علىالشهداء، و كان النساء و الصبيان يحفرونالقبور في اليومين: يوم اغواث، و يومارماث، بعدوتى مشرق، فدفن الفان و خمسمائةمن اهل القادسية و اهل الأيام، فمر حاجب وبعض اهل الشهاده و ولاه الشهداء في اصلنخله بين القادسية و العذيب، و ليس بينهمايومئذ نخله غيرها، فكان الرثيث إذا حملوافانتهى بهم إليها و احدهم يعقل سألهم انيقفوا به تحتها يستروح الى ظلها، و رجل منالجرحى يدعى بجيرا، يقول و هو مستظل بظلها:
الا يا اسلمى يا نخله بين قادس
و بينالعذيب لا يجاورك النخل
و بينالعذيب لا يجاورك النخل
و بينالعذيب لا يجاورك النخل