سنه 12
خبر عين التمر
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه و المهلب و زياد، قالوا: و لما فرغخالد من الأنبار، و استحكمت له، استخلفعلى الأنبار الزبرقان بن بدر، و قصد لعينالتمر، و بها يومئذ مهران بن بهرام جوبينفي جمع عظيم من العجم، و عقه بن ابى عقه فيجمع عظيم من العرب من النمر و تغلب و اياد ومن لافهم فلما سمعوا بخالد قال عقه لمهران:ان العرب اعلم بقتال العرب، فدعنا وخالدا، قال: صدقت، لعمري لأنتم اعلم بقتالالعرب، و انكم لمثلنا في قتال العجم فخدعهو اتقى به، و قال: دونكموهم و ان احتجتمإلينا أعناكم فلما مضى نحو خالد قالت لهالأعاجم: ما حملك على ان تقول هذا القوللهذا الكلب! فقال: دعوني فانى لم ارد الا ماهو خير لكم و شر لهم، انه قد جاءكم من قتلملوككم، و فل حدكم، فاتقيته بهم، فان كانتلهم على خالد فهى لكم، و ان كانت الاخرى لمتبلغوا منهم حتى يهنوا، فنقاتلهم و نحنأقوياء و هم مضعفون.
فاعترفوا له بفضل الرأي، فلزم مهرانالعين، و نزل عقه لخالد على الطريق، و علىميمنته بجير بن فلان احد بنى عتبة بن سعدبن زهير، و على ميسرته الهذيل ابن عمران، وبين عقه و بين مهران روحه او غدوه، و مهرانفي الحصن في رابطه فارس، و عقه على طريقالكرخ كالخفير فقدم عليه خالد و هو فيتعبئه جنده، فعبى خالد جنده و قاللمجنبتيه: اكفونا ما عنده، فانى حامل، ووكل بنفسه حوامى، ثم حمل و عقه يقيم صفوفه،فاحتضنه فأخذه أسيرا، و انهزم صفه من غيرقتال، فأكثروا فيهم الاسر، و هرب بجير والهذيل، و اتبعهم المسلمون و لما جاءالخبر مهران هرب في جنده، و تركوا الحصن ولما انتهت فلال عقه من العرب و العجم الىالحصن اقتحموه و اعتصموا به، و اقبل خالدفي الناس حتى ينزل على الحصن و معه عقهاسير و عمرو بن الصعق، و هم يرجون ان يكونخالد كمن كان