سنه 8
ويحك يا عمرو! أطعني و اتبعه، فانه و اللهلعلى الحق، و ليظهرن على من خالفه كما ظهرموسى على فرعون و جنوده.
قال: قلت: فتبايعنى له على الاسلام؟ قال:نعم، فبسط يده، فبايعته على الاسلام، ثمخرجت الى اصحابى، و قد حال رأيي عما كانعليه، و كتمت اصحابى إسلامي، ثم خرجتعامدا لرسول الله لاسلم، فلقيت خالد ابنالوليد- و ذلك قبل الفتح- و هو مقبل من مكة،فقلت: الى اين يا أبا سليمان؟
قال: و الله لقد استقام المنسم، و ان الرجللنبي، اذهب و الله اسلم، فحتى متى! فقلت: والله ما جئت الا لاسلم، فقدمنا على رسولالله (ص)، فتقدم خالد بن الوليد فاسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله، انىابايعك على ان تغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا اذكر ما تأخر! فقال رسول الله (ص): ياعمرو، بايع فان الاسلام يجب ما قبله، و انالهجره تجب ما قبلها فبايعته ثم انصرفتحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، عن محمدبن إسحاق، عمن لا اتهم، ان عثمان بن طلحهبن ابى طلحه، كان معهما، اسلم حين أسلما.
ذكر ما في الخبر عن الكائن كان من الاحداثالمذكوره في سنه ثمان من سنى الهجره
فمما كان فيها من ذلك توجيه رسول الله (ص)عمرو بن العاص في جمادى الآخرة الىالسلاسل من بلاد قضاعه في ثلاثمائة، و ذلكان أم العاص بن وائل- فيما ذكر- كانتقضاعيه، فذكر ان رسول الله (ص) اراد انيتألفهم بذلك، فوجهه في اهل الشرف منالمهاجرين و الانصار، ثم استمد رسول الله(ص)، فامده بابى عبيده بن الجراح علىالمهاجرين و الانصار، فيهم ابو بكر و عمرفي مائتين، فكان جميعهم خمسمائة