سنه 13
و اصيب منهم سته آلاف في المعركة، و لم يبقو لم ينتظر الا الهزيمة، فلما خبط ابوعبيد، و قام عليه الفيل جال المسلمونجولة، ثم تموا عليها، و ركبهم اهل فارس،فبادر رجل من ثقيف الى الجسر فقطعه،فانتهى الناس اليه و السيوف تأخذهم منخلفهم، فتهافتوا في الفرات، فأصابوايومئذ من المسلمين اربعه آلاف، من بينغريق و قتيل، و حمى المثنى الناس و عاصم والكلج الضبي و مذعور، حتى عقدوا الجسر وعبروهم ثم عبروا في آثارهم، فأقاموابالمروحة و المثنى جريح، و الكلج و مذعور وعاصم- و كانوا حماه لناس- مع المثنى، و هربمن الناس بشر كثير على وجوههم، و افتضحوافي انفسهم، و استحيوا مما نزل بهم، و بلغذلك عمر عن بعض من أوى الى المدينة فقال:عباد الله! اللهم ان كل مسلم في حل منى، انافئه كل مسلم، يرحم الله أبا عبيد! لو كانعبر فاعتصم بالخيف، او تحيز إلينا و لميستقتل لكنا له فئه! و بينا اهل فارسيحاولون العبور أتاهم الخبر ان الناسبالمدائن قد ثاروا برستم، و نقضوا الذىبينهم و بينه فصاروا فرقتين: الفهلوج علىرستم، و اهل فارس على الفيرزان، و كان بينوقعه اليرموك و الجسر اربعون ليله، و كانالذى جاء بالخبر عن اليرموك جرير بن عبدالله الحميرى، و الذى جاء بالخبر عن الجسرعبد الله بن زيد الأنصاري- و ليس بالذي راىالرؤيا- فانتهى الى عمر و عمر على المنبرفنادى عمر:
الخبر يا عبد الله بن زيد! قال:
أتاك الخبر اليقين، ثم صعد اليه المنبرفاسر ذلك اليه.و كانت اليرموك في ايام من جمادى الآخرة،و الجسر في شعبان.
كتب الى السرى بن يحيى، عن شعيب، عن سيف،عن المجالد و سعيد ابن المرزبان، قالا: واستعمل رستم على حرب ابى عبيد بهمنجاذويه، و هو ذو الحاجب، ورد معه الجالنوسو معه الفيله، فيها فيل ابيض عليه النخل، واقبل في الدهم، و قد استقبله ابو عبيد حتىانتهى الى بابل، فلما بلغه انحاز حتى جعلالفرات بينه و بينه، فعسكر بالمروحة