سنه 13
ثم ارتحل ابو عبيد، و قدم المثنى، و سار فيتعبيته حتى قدم الحيرة.
و قال النضر و مجالد و محمد و اصحابه: تقدمعمر الى ابى عبيد، فقال: انك تقدم على ارضالمكر و الخديعة و الخيانة و الجبريه،تقدم على قوم قد جرءوا على الشر فعلموه، وتناسوا الخير فجهلوه، فانظر كيف تكون! واخزن لسانك، و لا تفشين سرك، فان صاحب السرما ضبطه، متحصن لا يؤتى من وجه يكرهه، وإذا ضيعه كان بمضيعه .
وقعه القرقس
و يقال لها القس قس الناطف، و يقال لهاالجسر، و يقال لها المروحة.قال ابو جعفر الطبرى رحمه الله: كتب الىالسرى بن يحيى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه و زياد باسنادهم، قالوا: و لما رجعالجالنوس الى رستم و من افلت من جنوده، قالرستم: اى العجم أشد على العرب فيما ترون؟
قالوا: بهمن جاذويه، فوجهه و معه فيله وردالجالنوس معه، و قال له: قدم الجالنوس، فانعاد لمثلها فاضرب عنقه، فاقبل بهمن جاذويهو معه درفش كابيان رايه كسرى- و كانت منجلود النمر، عرض ثمانية اذرع في طول اثنىعشر ذراعا- و اقبل ابو عبيد، فنزل المروحة،موضع البرج و العاقول، فبعث اليه بهمنجاذويه: اما ان تعبروا إلينا و ندعكم والعبور و اما ان تدعونا نعبر إليكم! فقالالناس: لا تعبر يا أبا عبيد، ننهاك عنالعبور و قالوا له: قل لهم: فليعبروا- و كانمن أشد الناس عليه في ذلك سليط- فلج ابوعبيد، و ترك الرأي، و قال: لا يكونون اجراعلى الموت منا، بل نعبر اليهم فعبروااليهم و هم في منزل ضيق المطرد و المذهب،فاقتتلوا يوما- و ابو عبيد فيما بين الستهو العشرة- حتى إذا كان من آخر النهار، واستبطأ رجل من ثقيف الفتح، الف بين الناس،فتصافحوا بالسيوف و ضرب ابو عبيد الفيل، وخبط الفيل أبا عبيد، و قد اسرعت السيوف فياهل فارس،