سنه 11
ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والانصار في امر الإمارة في سقيفه بنىساعده
حدثنا هشام بن محمد، عن ابى مخنف، قال:حدثنى عبد الله ابن عبد الرحمن بن ابى عمرهالأنصاري، ان النبي (ص) لما قبض اجتمعتالانصار في سقيفه بنى ساعده، فقالوا: نوليهذا الأمر بعد محمد (ع) سعد بن عباده، واخرجوا سعدا اليهم و هو مريض، فلمااجتمعوا قال لابنه او بعض بنى عمه: انى لااقدر لشكواي ان اسمع القوم كلهم كلامي، ولكن تلق منى قولي فاسمعهموه، فكان يتكلم ويحفظ الرجل قوله، فيرفع صوته فيسمعاصحابه، فقال بعد ان حمد الله و اثنى عليه:يا معشر الانصار، لكم سابقه في الدين وفضيله في الاسلام ليست لقبيله من العرب،ان محمدا (ع) لبث بضع عشره سنه في قومهيدعوهم الى عباده الرحمن و خلع الأنداد والأوثان، فما آمن به من قومه الا رجالقليل، و كان ما كانوا يقدرون على ان يمنعوارسول الله، و لا ان يعزوا دينه، و لا انيدفعوا عن انفسهم ضيما عموا به، حتى إذااراد بكم الفضيلة، ساق إليكم الكرامه وخصكم بالنعمه، فرزقكم الله الايمان به وبرسوله، و المنع له و لأصحابه، و الاعزازله و لدينه، و الجهاد لاعدائه، فكنتم أشدالناس على عدوه منكم، و اثقله على عدوه منغيركم، حتى استقامت العرب لامر الله طوعاو كرها، و اعطى البعيد المقادة صاغراداخرا، حتى اثخن الله عز و جل لرسوله بكمالارض، و دانت بأسيافكم له العرب، و توفاهالله و هو عنكم راض، و بكم قرير عيناستبدوا بهذا الأمر فانه لكم دون الناس.فأجابوه باجمعهم: ان قد وفقت في الرأي واصبت في القول، و لن نعدو ما رايت، و نوليكهذا الأمر، فإنك فينا مقنع و لصالحالمؤمنين رضا ثم انهم ترادوا الكلامبينهم، فقالوا: فان أبت مهاجره قريش،فقالوا:
نحن المهاجرون و صحابه رسول اللهالأولون، و نحن عشيرته و اولياؤه، فعلامتنازعوننا هذا الأمر بعده! فقالت طائفهمنهم: فانا نقول إذا: منا امير