سنه 14
يوم اغواث
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه، قالا:و كان سعد قد تزوج سلمى بنت خصفه، امراهالمثنى بن حارثة قبله بشراف، فنزل بهاالقادسية، فلما كان يوم ارماث، و جالالناس، و كان لا يطيق جلسه الا مستوفزا اوعلى بطنه، جعل سعد يتململ و يحول جزعا فوقالقصر، فلما رات ما يصنع اهل فارس، قالت:وا مثنياه و لا مثنى للخيل اليوم!- و هي عندرجل قد اضجره ما يرى من اصحابه و في نفسه-فلطم وجهها، و قال: اين المثنى من هذهالكتيبة التي تدور عليها الرحى!- يعنى أسداو عاصما و خيله- فقالت: ا غيره و جبنا! قال: والله لا يعذرني اليوم احد إذا أنت لمتعذرينى و أنت ترين ما بي، و الناس أحق الايعذرونى! فتعلقها الناس، فلما ظهر الناسلم يبق شاعر الا اعتد بها عليه، و كان غيرجبان و لا ملوم و لما اصبح القوم من الغدأصبحوا على تعبئة، و قد وكل سعد رجالا بنقلالشهداء الى العذيب و نقل الرثيث، فاماالرثيث فاسلم الى النساء يقمن عليهم الىقضاء الله عز و جل عليهم، و اما الشهداءفدفنوهم هنالك على مشرق- و هو واد بينالعذيب و بين عين الشمس في عدوتيه جميعا،الدنيا منهما الى العذيب و القصوى منهمامن العذيب- و الناس ينتظرون بالقتال حملالرثيث و الأموات، فلما استقلت بهم الإبلو توجهت بهم نحو العذيب طلعت نواصي الخيلمن الشام- و كان فتح دمشق قبل القادسيةبشهر- فلما قدم على ابى عبيده كتاب عمربصرف اهل العراق اصحاب خالد، و لم يذكرخالدا