سنه 15
و بيسان و غزه، و كتبوا الى عمر بتفرقهم،فكتب الى يزيد بان يدفئ ظهورهم بالرجال، وان يسرح معاويه الى قيساريه و كتب الى عمرويأمره بصدم الارطبون، و الى علقمه بصدمالفيقار.
و كان كتاب عمر الى معاويه: اما بعد، فانىقد وليتك قيساريه، فسر إليها و استنصرالله عليهم، و اكثر من قول: لا حول و لا قوهالا بالله، الله ربنا وثقتنا و رجاؤنا ومولانا، نعم المولى و نعم النصير فانتهىالرجلان الى ما امرا به، و سار معاويه فيجنده حتى نزل على اهل قيساريه و عليهمابنى، فهزمه و حصره في قيساريه ثم انهمجعلوا يزاحفونه، و جعلوا لا يزاحفونه منمره الا هزمهم و ردهم الى حصنهم ثم زاحفوهآخر ذلك، و خرجوا من صياصيهم، فاقتتلوا فيحفيظه و استماته، فبلغت قتلاهم في المعركةثمانين ألفا، و كملها في هزيمتهم مائهالف، و بعث بالفتح مع رجلين من بنى الضبيب،ثم خاف منهما الضعف، فبعث عبد الله بنعلقمه الفراسى و زهير بن الحلاب الخثعمى،و امرهما ان يتبعاهما و يسبقاهما،فلحقاهما، فطوياهما و هما نائمان.
و ابن علقمه يتمثل و هي هجيراه:
و انطلق علقمه بن مجزز، فحصر الفيقاربغزه، و جعل يراسله، فلم يشفه مما يريداحد، فأتاه كأنه رسول علقمه، فامر الفيقاررجلا ان يقعد له بالطريق، فإذا مر قتله،ففطن علقمه، فقال: ان معى نفرا شركائى فيالرأي، فانطلق فاتيك بهم، فبعث الى ذلكالرجل: لا تعرض له.
فخرج من عنده و لم يعد، و فعل كما فعل عمروبالارطبون، و انتهى بريد معاويه الى عمربالخبر، فجمع الناس و اباتهم على الفرحليلا، فحمد الله و قال: لتحمدوا الله علىفتح قيساريه، و جعل معاويه قبل الفتح وبعده يحبس الأسرى عنده، و يقول: ما صنعميخائيل باسرانا صنعنا باسراهم مثله،ففطمه عن العبث باسرى المسلمين حتىافتتحها