تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 4 -صفحه : 572/ 5
نمايش فراداده

«7»

سنه 16

اتبعهم المسلمون حتى نزلوا المدائن، و قدارفضت جموع فارس، و لحقوا بجبالهم، وتفرقت جماعتهم و فرسانهم، الا ان الملكمقيم في مدينتهم، معه من بقي من اهل فارسعلى امره.

كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن سماكبن فلان الهجيمي، عن ابيه و محمد بن عبدالله، عن انس بن الحليس، قال:

بينا نحن محاصرو بهرسير بعد زحفهم وهزيمتهم، اشرف علينا رسول فقال: ان الملكيقول لكم: هل لكم الى المصالحه على ان لناما يلينا من دجلة و جبلنا، و لكم ما يليكممن دجلة الى جبلكم؟ اما شبعتم لا اشبع اللهبطونكم! فبدر الناس ابو مفزر الأسود بنقطبه، و قد انطقه الله بما لا يدرى ما هو ولا نحن، فرجع الرجل و رأيناهم يقطعون الىالمدائن، فقلنا:

يا أبا مفزر، ما قلت له؟ فقال: لا و الذىبعث محمدا بالحق ما ادرى ما هو، الا ان علىسكينه، و انا أرجو ان أكون قد انطقت بالذيهو خير، و انتاب الناس يسالونه حتى سمعبذلك سعد، فجاءنا فقال: يا أبا مفزر، ماقلت؟ فو الله انهم لهراب، فحدثه بمثلحديثه إيانا، فنادى في الناس، ثم نهد بهم،و ان مجانيقنا لتخطر عليهم، فما ظهر علىالمدينة احد، و لا خرج إلينا الا رجل نادىبالأمان فآمناه، فقال: ان بقي فيها احد فمايمنعكم! فتسورها الرجال، و افتتحناها، فماوجدنا فيها شيئا و لا أحدا، الا أسارىاسرناهم خارجا منها، فسألناهم و ذلكالرجل: لأي شي‏ء هربوا؟

فقالوا: بعث الملك إليكم يعرض عليكمالصلح، فأجبتموه بانه لا يكون بيننا وبينكم صلح ابدا حتى ناكل عسل افريذينباترج كوثى، فقال الملك:

وا ويله! الا ان الملائكة تكلم علىالسنتهم، ترد علينا و تجيبنا عن العرب، والله لئن لم يكن كذلك، ما هذا الا شي‏ءالقى على في هذا الرجل لننتهى، فارزوا الىالمدينة القصوى.

كتب الى السرى عن سيف، عن سعيد بنالمرزبان، عن مسلم بمثل حديث سماك‏