سنه 16
اتبعهم المسلمون حتى نزلوا المدائن، و قدارفضت جموع فارس، و لحقوا بجبالهم، وتفرقت جماعتهم و فرسانهم، الا ان الملكمقيم في مدينتهم، معه من بقي من اهل فارسعلى امره.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن سماكبن فلان الهجيمي، عن ابيه و محمد بن عبدالله، عن انس بن الحليس، قال:
بينا نحن محاصرو بهرسير بعد زحفهم وهزيمتهم، اشرف علينا رسول فقال: ان الملكيقول لكم: هل لكم الى المصالحه على ان لناما يلينا من دجلة و جبلنا، و لكم ما يليكممن دجلة الى جبلكم؟ اما شبعتم لا اشبع اللهبطونكم! فبدر الناس ابو مفزر الأسود بنقطبه، و قد انطقه الله بما لا يدرى ما هو ولا نحن، فرجع الرجل و رأيناهم يقطعون الىالمدائن، فقلنا:
يا أبا مفزر، ما قلت له؟ فقال: لا و الذىبعث محمدا بالحق ما ادرى ما هو، الا ان علىسكينه، و انا أرجو ان أكون قد انطقت بالذيهو خير، و انتاب الناس يسالونه حتى سمعبذلك سعد، فجاءنا فقال: يا أبا مفزر، ماقلت؟ فو الله انهم لهراب، فحدثه بمثلحديثه إيانا، فنادى في الناس، ثم نهد بهم،و ان مجانيقنا لتخطر عليهم، فما ظهر علىالمدينة احد، و لا خرج إلينا الا رجل نادىبالأمان فآمناه، فقال: ان بقي فيها احد فمايمنعكم! فتسورها الرجال، و افتتحناها، فماوجدنا فيها شيئا و لا أحدا، الا أسارىاسرناهم خارجا منها، فسألناهم و ذلكالرجل: لأي شيء هربوا؟
فقالوا: بعث الملك إليكم يعرض عليكمالصلح، فأجبتموه بانه لا يكون بيننا وبينكم صلح ابدا حتى ناكل عسل افريذينباترج كوثى، فقال الملك:
وا ويله! الا ان الملائكة تكلم علىالسنتهم، ترد علينا و تجيبنا عن العرب، والله لئن لم يكن كذلك، ما هذا الا شيءالقى على في هذا الرجل لننتهى، فارزوا الىالمدينة القصوى.
كتب الى السرى عن سيف، عن سعيد بنالمرزبان، عن مسلم بمثل حديث سماك