تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 4 -صفحه : 572/ 535
نمايش فراداده

«538»

سنه 36

قول الله عز و جل: «و ما أصابكم من مصيبهفبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير»، فقال(ص): ما أصاب المسلم في الدنيا من مصيبه فينفسه فبذنب، و ما يعفو الله عز و جل عنهاكثر، و ما اصابه في الدنيا فهو كفاره له وعفو منه لا يعتد عليه فيه عقوبة يومالقيامه، و ما عفا الله عز و جل عنه فيالدنيا فقد عفا عنه، و الله اعظم من انيعود في عفوه‏.

توجع على على قتلى الجمل و دفنهم و جمعه ماكان في العسكر و البعث به الى البصره‏

كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه، قالا:

و اقام على بن ابى طالب في عسكره ثلاثةايام لا يدخل البصره، و ندب الناس الىموتاهم، فخرجوا اليهم فدفنوهم، فطاف علىمعهم في القتلى، فلما اتى بكعب بن سور قال:زعمتم انما خرج معهم السفهاء، و هذا الحبرقد ترون و اتى على عبد الرحمن بن عتاب فقال:هذا يعسوب القوم- يقول الذى كانوا يطيفونبه- يعنى انهم قد كانوا اجتمعوا عليه، ورضوا به لصلاتهم و جعل على كلما مر برجلفيه خير قال: زعم من زعم انه لم يخرج إليناالا الغوغاء، هذا العابد المجتهد و صلىعلى قتلاهم من اهل البصره، و على قتلاهم مناهل الكوفه، و صلى على قريش من هؤلاء وهؤلاء، فكانوا مدنيين و مكيين، و دفن علىالاطراف في قبر عظيم، و جمع ما كان فيالعسكر من شي‏ء، ثم بعث به الى مسجدالبصره، ان من عرف شيئا فليأخذه، الاسلاحا كان في الخزائن عليه سمه السلطان،فانه لما بقي لم يعرف، خذوا ما اجلبوا بهعليكم من مال الله عز و جل، لا يحل لمسلم‏