تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 4 -صفحه : 572/ 55
نمايش فراداده

«56»

سنه 17

على الا ينصروا وليدا، فكان ذلك الشرط علىالوفد و على من وفدهم، و لم يكن على غيرهم،فلما كان زمان عمر قال مسلموهم: لا تنفروهمبالخراج فيذهبوا، و لكن أضعفوا عليهمالصدقه التي تأخذونها من أموالهم فيكونجزاء، فإنهم يغضبون من ذكر الجزاء على الاينصروا مولودا إذا اسلم آباؤهم.

فخرج وفدهم في ذلك الى عمر، فلما بعثالوليد اليه برءوس النصارى و بديانيهم،قال لهم عمر: أدوا الجزية، فقالوا: لعمر:ابلغنا مامننا، و الله لئن وضعت عليناالجزاء لندخلن ارض الروم، و الله لتفضحنامن بين العرب، فقال لهم: أنتم فضحتمانفسكم، و خالفتم أمتكم فيمن خالف و افتضحمن عرب الضاحيه، و تالله لتؤدُّنَّه وأنتم صغره قماه، و لئن هربتم الى الروملاكتبن فيكم، ثم لاسبينكم قالوا: فخذ مناشيئا و لا تسمه جزاء، فقال: اما نحن فنسميهجزاء، و سموه أنتم ما شئتم فقال له على بنابى طالب:

يا امير المؤمنين، ا لم يضعف عليهم سعد بنمالك الصدقه؟ قال: بلى، و اصغى اليه، فرضىبه منهم جزاء، فرجعوا على ذلك، و كان فيبنى تغلب عز و امتناع، و لا يزالون ينازعونالوليد، فهم بهم الوليد، و قال في ذلك:


  • إذا ما عصبت الراس منى بمشوذ فغيك منىتغلب ابنه وائل‏

  • فغيك منىتغلب ابنه وائل‏ فغيك منىتغلب ابنه وائل‏

و بلغت عنه عمر، فخاف ان يحرجوه و ان يضعفصبره فيسطو عليهم، فعزله و امر عليهم فراتبن حيان و هند بن عمرو الجملي، و خرجالوليد و استودع إبلا له حريث بن النعمان،احد بنى كنانه بن تيم من بنى تغلب، و كانتمائه من الإبل فاختانها بعد ما خرج الوليد.

و كان فتح الجزيرة في سنه سبع عشره في ذيالحجه‏.

خروج عمر بن الخطاب الى الشام‏

و في هذه السنه- اعنى سنه سبع عشره- خرج عمرمن المدينة يريد