سنه 36
ابى طالب الى معاويه بيتين:
عاد الحديث الى حديث عوانه فبعث على زيادبن النضر الحارثى طليعه في ثمانية آلاف، وبعث معه شريح بن هاني في اربعه آلاف، و خرجعلى من النخيله بمن معه، فلما دخل المدائنشخص معه من فيها من المقاتله، و ولى علىالمدائن سعد بن مسعود الثقفى عم المختاربن ابى عبيد، و وجه على من المدائن معقل بنقيس في ثلاثة آلاف، و امره ان يأخذ علىالموصل حتى يوافيه.
فلما انتهى على الى الرقة قال فيما حدثتعن هشام بن محمد، عن ابى مخنف، قال: حدثنىالحجاج بن على، عن عبد الله بن عمار بن عبديغوث البارقى- لأهل الرقة: اجسروا لي جسراحتى اعبر من هذا المكان الى الشام، فأبوا وقد كانوا ضموا اليهم السفن، فنهض من عندهمليعبر من جسر منبج، و خلف عليهم الاشتر، وذهب ليمضى بالناس كيما يعبر بهم على جسرمنبج، فناداهم الاشتر، فقال: يا اهل هذاالحصن، الا انى اقسم لكم بالله عز و جل،لئن مضى امير المؤمنين و لم تجسروا له عندمدينتكم جسرا حتى يعبر لاجردن فيكم السيف،ثم لاقتلن الرجال و لأخربن الارض، و لاخذنالأموال قال: فلقى بعضهم بعضا، فقالوا: اليس الاشتر يفى بما حلف عليه، او ياتى بشرمنه؟ قالوا: نعم، فبعثوا اليه:
انا ناصبون لكم جسرا، فاقبلوا، و جاء علىفنصبوا له الجسر، فعبر عليه بالأثقال والرجال ثم امر على الاشتر فوقف في ثلاثةآلاف فارس، حتى