تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 4 -صفحه : 572/ 92
نمايش فراداده

«93»

سنه 17

فانطلق الى ساحل البحر، و القاه فيه،فانكشف البحر عن الارض حتى بدت، و انفجرتله الارض عن هواء من نور، فهوى في ذلكالنور، ثم انطبقت عليه الارض، و اختلطالماء، فلما رجع اليه الثالثه ساله فاخبرهالخبر، فقال: الان صدقت و مات دانيالبالسوس، فكان هنالك يستسقى بجسده، فلماافتتحها المسلمون أتوا به فأقروه فيايديهم، حتى إذا ولى ابو سبره عنهم الىجندى سابور اقام ابو موسى بالسوس و كتب الىعمر فيه، فكتب اليه يأمره بتوريته، فكفنهو دفنه المسلمون و كتب ابو موسى الى عمربانه كان عليه خاتم و هو عندنا فكتب اليهان تختمه، و في فصه نقش رجل بين اسدين‏

ذكر مصالحه المسلمين اهل جندى سابور

و فيها- اعنى سنه سبع عشره- كانت مصالحهالمسلمين اهل جندى سابور.

ذكر الخبر عن امرهم و امرها:

كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه و ابى عمرو و ابى سفيان و المهلبقالوا: لما فرغ ابو سبره من السوس خرج فيجنده حتى نزل على جندى سابور، و زر بن عبدالله بن كليب محاصرهم، فأقاموا عليهايغادونهم و يراوحونهم القتال، فما زالوامقيمين عليها حتى رمى اليهم بالأمان منعسكر المسلمين، و كان فتحها و فتح نهاوندفي مقدار شهرين، فلم يفجا المسلمين الا وأبوابها تفتح، ثم خرج السرح، و خرجتالاسواق، و انبث أهلها، فأرسل المسلمون:ان ما لكم؟ قالوا:

رميتم إلينا بالأمان فقبلناه، و أقررنالكم بالجزاء على ان تمنعونا فقالوا:

ما فعلنا، فقالوا: ما كذبنا، فسالالمسلمون فيما بينهم، فإذا عبد يدعى مكنفاكان اصله منها، هو الذى كتب لهم فقالوا:انما هو عبد، فقالوا: انا لا نعرف حركم منعبدكم، قد جاء أمان فنحن عليه قد قبلناه،