تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 10 -صفحه : 147/ 104
نمايش فراداده

«108»

سنه 291

ثم دخلت‏

سنه احدى و تسعين و مائتين‏

ذكر الخبر عما كان فيها من الأمورالجليله‏

ذكر خبر الوقعه بين اصحاب السلطان و صاحبالشامة

فمن ذلك ما كان من امر الوقعه بين اصحابالسلطان و صاحب الشامة.

ذكر الخبر عن هذه الوقعه:

قال ابو جعفر: قد مضى ذكرى شخوص المكتفي منمدينه السلام نحو صاحب الشامة لحربه ومصيره الى الرقة، و بثه جيوشه فيما بين حلبو حمص، و توليته حرب صاحب الشامة محمد بنسليمان الكاتب و تصييره امر جيشه و قوادهاليه، فلما دخلت هذه السنه كتب وزيرهالقاسم بن عبيد الله الى محمد ابن سليمان وقواد السلطان يأمره و إياهم بمناهضه ذيالشامة و اصحابه، فساروا اليه حتى صارواالى موضع بينهم و بين حماه- فيما قيل- اثناعشر ميلا، فلقوا به اصحاب القرمطى في يومالثلاثاء لست خلون من المحرم، و كانالقرمطى قدم اصحابه و تخلف هو في جماعه مناصحابه، و معه مال قد كان جمعه، و جعلالسواد وراءه، فالتحمت الحرب بين اصحابالسلطان و اصحاب القرمطى، و اشتدت، فهزماصحاب القرمطى، و قتلوا، و اسر من رجالهمبشر كثير، و تفرق الباقون في البوادى، وتبعهم اصحاب السلطان ليله الأربعاء لسبعخلون من المحرم فلما راى القرمطى ما نزلباصحابه من الفلول و الهزيمة حمل- فيماقيل- أخا له يكنى أبا الفضل مالا، و تقدماليه ان يلحق بالبوادي الى ان يظهر فيموضع، فيصير اليه، و ركب هو و ابن عمهالمسمى المدثر و المطوق صاحبه و غلام لهرومي، و أخذ دليلا، و سار يريد الكوفه عرضافي البريه، حتى انتهى الى موضع يعرفبالدالية من اعمال طريق الفرات،