سنه 291 فنفد ما كان معهم من الزاد و العلف، فوجهبعض من كان معه ليأخذ له ما يحتاجون اليه،فدخل الدالية المعروفه بداليه ابن طوقلشراء حاجه، فأنكروا زيه، و سئل عن امرهفمجمج، فاعلم المتولى مسلحه هذه الناحيةبخبره، و هو رجل يعرف بابى خبزه خليفه احمدبن محمد بن كشمرد عامل امير المؤمنينالمكتفي على المعاون بالرحبة و طريقالفرات فركب في جماعه، و سال هذا الرجل عنخبره، فاخبره ان الشامة خلف رابيه هنالكفي ثلاثة نفر. فمضى اليهم، فاخذهم و صار بهم الى صاحبه،فتوجه بهم ابن كشمرد و ابو خبزه الىالمكتفي بالرقة، و رجعت الجيوش من الطلببعد ان قتلوا و أسروا جميع من قدروا عليهمن أولياء القرمطى و اشياعه، و كتب محمد بنسليمان الى الوزير بالفتح: بسم الله الرحمن الرحيم قد تقدمت كتبي الىالوزير اعزه الله في خبر القرمطى اللعين واشياعه، بما أرجو ان يكون قد وصل ان شاءالله و لما كان في يوم الثلاثاء لست ليالخلون من المحرم رحلت من الموضع المعروفبالقروانه، نحو موضع يعرف بالعليانه، فيجميع العسكر من الأولياء، و زحفنا بهم علىمراتبهم في القلب و الميمنه و الميسره وغير ذلك، فلم ابعد ان وافانى الخبر بانالكافر القرمطى انفذ النعمان ابن أخياسماعيل بن النعمان احد دعاته في ثلاثةآلاف فارس، و خلق من الرجاله، و انه نزلبموضع يعرف بتمنع، بينه و بين حماه اثناعشر ميلا، فاجتمع اليه جميع من كان بمعرهالنعمان و بناحيه الفصيصى و سائر النواحيمن الفرسان و الرجاله، فاسررت ذلك عنالقواد و الناس جميعا و لم اظهره، و سالتالدليل الذى كان معى عن هذا الموضع، و كمبيننا و بينه، فذكر انه سته اميال، فتوكلتعلى الله عز و جل، و تقدمت اليه في المسيرنحوه، فمال بالناس جميعا، و سرنا حتىوافيت الكفره، فوجدتهم على تعبئه، و رأيناطلائعهم فلما نظروا إلينا مقبلين زحفوانحونا، و سرنا اليهم، فافترقوا ستهكراديس، و جعلوا على ميسرتهم- على ماأخبرني من ظفرت به من رؤسائهم- مسروراالعليصى و أبا الحمل و غلام هارونالعليصى، و أبا