سنه 289
ثم دخلت
سنه تسع و ثمانين و مائتين
ذكر الخبر عن الكائن فيها من الأمور
فمن ذلك ما كان من انتشار القرامطة بسوادالكوفه، فوجه اليهم شبل غلام احمد بن محمدالطائي، و تقدم اليه في طلبهم، و أخذ منظفر به منهم و حملهم الى باب السلطان و ظفربرئيس لهم يعرف بابن ابى فوارس، فوجه بهمعهم، فدعا به المعتضد لثمان بقين منالمحرم، فساءله، ثم امر به فقلعت أضراسه،ثم خلع بمد احدى يديه- فيما ذكر- ببكره، وعلق في الاخرى صخره، و ترك على حاله تلك مننصف النهار الى المغرب، ثم قطعت يداه ورجلاه من غد ذلك اليوم، و ضربت عنقه، و صلببالجانب الشرقى، ثم حملت جثته بعد ايامالى الياسرية، فصلب مع من صلب هنالك منالقرامطة.
و لليلتين خلتا من شهر ربيع الاول، اخرجمن كانت له دار و حانوت بباب الشماسيه عنداره و حانوته، و قيل لهم: خذوا اقفاصكم واخرجوا، و ذلك ان المعتضد كان قد قدر انيبنى لنفسه دارا يسكنها، فخط موضع السور،و حفر بعضه، و ابتدأ في بناء دكه على دجلة،كان المعتضد امر ببنائها لينتقل فيقيمفيها الى ان يفرغ من بناء الدار و القصر.
و في ربيع الآخر منها في ليله الأمير توفىالمعتضد، فلما كان في صبيحتها احضر دارالسلطان يوسف بن يعقوب و ابو خازم عبدالحميد بن عبد العزيز و ابو عمر محمد بنيوسف بن يعقوب، و حضر الصلاة عليه الوزيرالقاسم بن عبيد الله بن سليمان، و ابو خازمو ابو عمر و الحرم و الخاصة، و كان اوصى انيدفن في دار محمد بن عبد الله بن طاهر،فحفر له فيها، فحمل من قصره المعروفبالحسنى ليلا، فدفن في قبره هناك