سنه 296
ثم دخلت
سنه ست و تسعين و مائتين
ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداثفمن ذلك ما كان من اجتماع جماعه من القوادو الكتاب و القضاه على خلع المقتدر، وتناظرهم فيمن يجعل في موضعه، فاجتمع رأيهمعلى عبد الله بن المعتز و ناظروه في ذلك،فأجابهم الى ذلك على الا يكون في سفك ذلكدم و لا حرب، فاخبروه ان الأمر يسلم اليهعفوا، و ان جميع من وراءهم من الجند والقواد و الكتاب قد رضوا به فبايعهم علىذلك، و كان الراس في ذلك محمد بن داود ابنالجراح و ابو المثنى احمد بن يعقوبالقاضى، و واطا محمد بن داود بن الجراحجماعه من القواد على الفتك بالمقتدر والبيعه لعبد الله بن المعتز، و كان العباسبن الحسن على مثل رأيهم فلما راى العباسامره مستوثقا له مع المقتدر، بدا له فيماكان عزم عليه من ذلك، فحينئذ وثب بهالآخرون فقتلوه، و كان الذى تولى قتله بدرالأعجمي و الحسين بن حمدان و وصيف بنصوارتكين، و ذلك يوم السبت لإحدى عشرهليله بقيت من شهر ربيع الاول.
و لما كان من غد هذا اليوم- و ذلك يومالأحد- خلع المقتدر القواد و الكتاب و قضاهبغداد، و بايعوا عبد الله بن المعتز، ولقبوه الراضي بالله.
و كان الذى أخذ له البيعه على القواد وتولى استحلافهم و الدعاء باسمائهم محمد بنسعيد الأزرق كاتب الجيش.
و في هذا اليوم كانت بين الحسين بن حمدان وبين غلمان الدار حرب شديده من غدوه الىانتصاف النهار.
و فيه انفضت الجموع التي كان محمد بن داودجمعها لبيعه ابن المعتز عنه، و ذلك انالخادم الذى يدعى مؤنسا حمل غلمانا منغلمان الدار في شذوات،