سنه 278
ذكر الخبر عن مرض ابى احمد الموفق ثم موته
و فيها انصرف ابو احمد من الجبل الىالعراق، و قد اشتد به وجع النقرس حتى لميقدر على الركوب، فاتخذ له سرير عليه قبة،فكان يقعد عليه، و معه خادم يبرد رجلهبالأشياء البارده، حتى بلغ من امره انهكان يضع عليها الثلج، ثم صارت عله رجله داءالفيل، و كان يحمل سريره اربعون حمالايتناوب عليه عشرون عشرون، و ربما اشتد بهأحيانا، فيأمرهم ان يضعوه.فذكر انه قال يوما للذين يحملونه: قدضجرتم بحملي، بودى انى أكون كواحد منكماحمل على راسى و اكل و انى في عافيه و انهقال في مرضه هذا: اطبق دفترى على مائه الفمرتزق، ما اصبح فيهم اسوا حالا منى.
و في يوم الاثنين لثلاث بقين من المحرممنها وافى ابو احمد النهروان، فتلقاه اكثرالناس، فركب الماء، فسار في النهروان، ثمفي نهر ديالى، ثم في دجلة الى الزعفرانيه،و صار ليله الجمعه الى الفرك، و دخل دارهيوم الجمعه لليلتين خلتا من صفر.
و لما كان في يوم الخميس لثمان خلون منصفر، شاع موته بعد انصراف ابى الصقر منداره، و قد كان تقدم في حفظ ابى العباس،فغلقت عليه أبواب دون أبواب، و أخذ ابوالصقر ابن الفياض معه الى داره، و كان يبقىبناحيته و اقام ابو الصقر في داره يومهذلك، و ازداد الارجاف بموت ابى احمد، وكانت اعترته غشيه، فوجه ابو الصقر يومالجمعه الى المدائن، فحمل منها المعتمد وولده، فجيء بهم الى داره، و اقام ابوالصقر في داره و لم يصر الى دار ابى احمد،فلما راى غلمان ابى احمد المائلون الى ابىالعباس و الرؤساء من غلمان ابى العباسالذين كانوا حضورا ما قد نزل بابى احمد،كسروا أقفال الأبواب المغلقة على ابىالعباس.
فذكر عن الغلام الذى كان مع ابى العباس فيالحجرة انه قال لما سمع