سنه 287
من اهل الثغور و اجتماع كلمتهم عليه، ورحل المعتضد- فيما قيل- من المصيصة فنزلفندق الحسين، ثم الإسكندرية، ثم بغراس ثمأنطاكية، لليلتين خلتا من ذي الحجه فأقامبها الى ان نحر، و بكر في ثانى النحربالرحيل، فنزل ارتاح ثم الاثارب ثم حلب،فأقام بها يومين، ثم رحل الى الناعوره، ثمالى خساف و صفين هناك في الجانب الجزرى، وبيت مال امير المؤمنين على بن ابى طالب رضىالله عنه في الجانب الآخر، ثم الى يالس، ثمالى دوسر، ثم الى بطن دامان، ثم الى الرقة،فدخلها لثمان بقين من ذي الحجه، فأقام بهاالى ان بقي ليلتان منه.
ذكر الخبر عن مقتل محمد بن زيد العلوي
و لخمس بقين من شوال ورد الخبر علىالسلطان بان محمد بن زيد العلوي قتل.ذكر الخبر عن سبب مقتله:
ذكر ان محمد بن زيد خرج لما اتصل به الخبرعن اسر اسماعيل بن احمد عمرو بن الليث فيجيش كثيف نحو خراسان، طامعا فيها، ظنا منهان اسماعيل بن احمد لا يتجاوز عمله الذىكان يتولاه ايام ولايه عمرو بن الليثالصفار خراسان، و انه لا دافع له عنخراسان، إذ كان عمرو قد اسر، و لا عاملللسلطان به، فلما صار الى جرجان و استقربه، كتب اليه يسأله الرجوع الى طبرستان، وترك جرجان له، فأبى ذلك عليه ابن زيد، فندباسماعيل- فيما ذكر لي- خليفه كان لرافع بنهرثمة ايام ولايه رافع خراسان يدعى محمدبن هارون، لحرب محمد بن زيد، فانتدب له،فضم اليه جمعا كثيرا من رجاله و جنده، ووجهه الى ابن زيد لحربه، فشخص محمد بنهارون نحو ابن زيد، فالتقيا على بابجرجان، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزمعسكر محمد بن هارون.
ثم ان محمد بن هارون رجع، و قد انتقضت صفوفالعلوي، فانهزم عسكر محمد بن زيد، و ولواهاربين، و قتل منهم- فيما ذكر- بشر كثير،