سنه 278
السلام، فمضى وصيف الى الاهواز، و ابىالانصراف الى بغداد، و انهب الطيب، و عاثبالسوس.
و فيها ظفر بابى احمد بن محمد بن الفرات،فحبس و طولب باموال، و ظفر معه بالزغل،فحبس، و ظفر معه بمال.
و فيها وردت الاخبار بقتل على بن الليث،أخي الصفار، قتله رافع بن هرثمة، كان لحقبه، و ترك أخاه.
و وردت الاخبار فيها عن مصر ان النيل غارماؤه و غلت الأسعار عندهم
. ذكر ابتداء امر القرامطة
و فيها وردت الاخبار بحركة قوم يعرفونبالقرامطة بسواد الكوفه، فكان ابتداءامرهم قدوم رجل من ناحيه خوزستان الى سوادالكوفه و مقامه بموضع منه يقال لهالنهرين، يظهر الزهد و التقشف، و يسفالخوص، و يأكل من كسبه، و يكثر الصلاة،فأقام على ذلك مده، فكان إذا قعد اليهانسان ذاكره امر الدين، و زهده في الدنيا،و اعلمه ان الصلاة المفترضه على الناسخمسون صلاه في كل يوم و ليله، حتى فشا ذلكعنه بموضعه، ثم اعلمهم انه يدعو الى اماممن اهل بيت الرسول، فلم يزل على ذلك يقعداليه الجماعه فيخبرهم من ذلك بما تعلققلوبهم، و كان يقعد الى بقال في القرية، وكان بالقرب من البقال نخل اشتراه قوم منالتجار، و اتخذوا حظيرة جمعوا فيها ماصرموا من حمل النخل، و جاءوا الى البقالفسألوه ان يطلب لهم رجلا يحفظ عليهم ماصرموا من النخل، فاومى لهم الى هذا الرجل،و قال: ان أجابكم الى حفظ ثمرتكم فانه بحيثتحبون، فناظروه على ذلك، فأجابهم الى حفظهبدراهم معلومه، فكان يحفظ لهم، و يصلىاكثر نهاره و يصوم، و يأخذ عند إفطاره منالبقال رطل تمر، فيفطر عليه، و يجمع نوىذلك التمر.
فلما حمل التجار ما لهم من التمر، صارواالى البقال، فحاسبوا اجيرهم هذا علىاجرته، فدفعوها اليه، فحاسب الأجيرالبقال على ما أخذ منه من التمر، و حط منذلك ثمن النوى الذى كان دفعه الى البقال،فسمع التجار