سنه 293 حمدون، فخرج في جماعه كثيره من الجند، وكان مصير هذا القرمطى الى دمشق في جمادىالاولى من هذه السنه ثم ورد الخبر ان هذاالقرمطى صار الى طبرية فامتنعوا منادخاله، فحاربهم حتى دخلها، فقتل عامه منبها من الرجال و النساء، و نهبها، و انصرفالى ناحيه البادية. و في شهر ربيع الآخر ورد الخبر بانالداعيه الذى بنواحي اليمن صار الى مدينهصنعاء، فحاربه أهلها، فظفر بهم، فقتلأهلها، فلم ينفلت منهم الا القليل، و تغلبعلى سائر مدن اليمن.
عاد الخبر الى ما كان من امر أخي ابنزكرويه
فذكر عن محمد بن داود بن الجراح انه قال:انفذ زكرويه بن مهرويه بعد ما قتل ابنهصاحب الشامة رجلا كان يعلم الصبيان بقريةتدعى الزابوقه من عمل الفلوجة، يسمى عبدالله بن سعيد، و يكنى أبا غانم، فتسمى نصراليعمى امره، فدار على احياء كلب يدعوهمالى رايه، فلم يقبله منهم احد سوى رجل منبنى زياد، يسمى مقدام بن الكيال، فانهاستغوى له طوائف من الاصبغيين المنتمينالى الفواطم و سواقط من العليصيين وصعاليك من سائر بطون كلب، و قصد ناحيهالشام، و عامل السلطان على دمشق و الأردناحمد بن كيغلغ، و هو مقيم بمصر على حرب ابنخليج، الذى كان خالف محمد بن سليمان، و رجعالى مصر، فغلب عليها، فاغتنم ذلك عبد اللهبن سعيد هذا، و سار الى مدينتي بصرى واذرعات من كورتى حوران و البثنية، فحاربأهلها ثم آمنهم، فلما استسلموا قتلمقاتلتهم، و سبى ذراريهم، و استصفىأموالهم، ثم سار يؤم دمشق، فخرج اليهجماعه ممن كان مرسوما بتشحينها منالمصريين كان خلفهم احمد بن كيغلغ مع صالحبن الفضل، فظهروا عليهم، و اثخنوا فيهم ثماغتروهم ببذل الامان لهم، فقتلوا صالحا، وفضوا عسكره، و لم يطمعوا في مدينه دمشق، وكانوا قد صاروا إليها، فدافعهم أهلهاعنها، فقصدوا نحو طبرية مدينه جند الأردن،و لحق بهم جماعه افتتنت من