سنه 284
بالجانب الشرقى و عبر طريف فمضى الىالكرخ، ففعل مثل ذلك، و أخذ خمسه انفسفضربهم في مجلس الشرطه بالشرقيه، و حملالجميع على جمال، و نودى عليهم: هذا جزاءمن اولع بخدم السلطان، و صاح بهم: يا عقيق،و حبسوا يومهم، و أطلقوا بالليل.
و في هذه السنه عزم المعتضد بالله على لعنمعاويه بن ابى سفيان على المنابر، و امربإنشاء كتاب بذلك يقرا على الناس، فخوفهعبيد الله بن سليمان بن وهب اضطرابالعامه، و انه لا يامن ان تكون فتنه، فلميلتفت الى ذلك من قوله.
و ذكر ان أول شيء بدا به المعتضد حيناراد ذلك الأمر بالتقدم الى العامه بلزوماعمالهم، و ترك الاجتماع و القضية والشهادات عند السلطان، الا ان يسألوا عنشهاده ان كانت عندهم، و بمنع القصاص منالقعود على الطرقات، و عملت بذلك نسخ قرئتبالجانبين بمدينه السلام في الارباع والمحال و الاسواق، فقرئت يوم الأربعاء لستبقين من جمادى الاولى من هذه السنه، ثم منعيوم الجمعه لاربع بقين منها القصاص منالقعود في الجامعين، و منع اهل الحلق فيالفتيا او غيرهم من القعود في المسجدين، ومنع الباعه من القعود في رحابهما.
و في جمادى الآخرة نودى في المسجد الجامعبنهي الناس عن الاجتماع على قاص او غيره، ومنع القصاص و اهل الحلق من القعود.
و في يوم الحادي عشر- و ذلك يوم الجمعه-نودى في الجامعين بان الذمة بريه ممناجتمع من الناس على مناظره او جدل، و ان منفعل ذلك أحل بنفسه الضرب، و تقدم الىالشراب و الذين يسقون الماء في الجامعينالا يترحموا على معاويه، و لا يذكروه بخير.
ذكر كتاب المعتضد في شان بنى اميه
و تحدث الناس ان الكتاب الذى امر المعتضدبانشائه بلعن معاويه يقرا بعد صلاه الجمعهعلى المنبر، فلما صلى الناس الجمعه بادرواالى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلميقرا.فذكر ان المعتضد امر باخراج الكتاب الذىكان المأمون امر بانشائه بلعن