سنه 281
و قله الميرة، فوافى بغداد يوم الأربعاءلثلاث خلون من شهر رمضان.
و فيها استامن الحسن بن على كوره عاملرافع على الري الى على بن المعتضد في زهاءالف رجل، فوجهه الى ابيه المعتضد.
و فيها دخل الاعراب سامرا فأسروا ابن سيماانف في ذي القعده منها و انتهبوا.
ذكر خبر الوقعه بين الأكراد و الاعراب
و لست ليال بقين من ذي القعده خرج المعتضدالخرجه الثانيه الى الموصل عامدا لحمدانبن حمدون، و ذلك انه بلغه انه مايل هارونالشاري الوازقى، و دعا له فورد كتابالمعتضد من كرخ جدان على نجاح الحرميالخادم بالوقعه بينه و بين الاعراب والأكراد، و كانت يوم الجمعه سلخ ذي القعده:
بسم الله الرحمن الرحيم كتابي هذا وقتالعتمه ليله الجمعه، و قد نصر الله- و لهالحمد- على الأكراد و الاعراب، و اظفرنابعالم منهم و بعيالاتهم، و لقد رايتنا ونحن نسوق البقر و الغنم كما كنا نسوقهاعاما أولا، و لم تزل الأسنة و السيوفتأخذهم، و حال بيننا و بينهم الليل، واوقدت النيران على رءوس الجبال، و من غديومنا، فيقع الاستقصاء، و عسكرى يتبعنيالى الكرخ و كان وقاعنا بهم و قتلنا إياهمخمسين ميلا، فلم يبق منهم مخبر و الحمد للهكثيرا، فقد وجب الشكر لله علينا و الحمدلله رب العالمين، و صلى الله على محمد نبيهو آله و سلم كثيرا.
و كانت الاعراب و الأكراد لما بلغهم خروجالمعتضد، تحالفوا انهم يقتلون على دمواحد، و اجتمعوا، و عبوا عسكرهم ثلاثةكراديس، كردوسا دون كردوس، و جعلواعيالاتهم و أولادهم في آخر كردوس، و تقدمالمعتضد عسكره في خيل جريدة، فاوقع بهم، وقتل منهم، و غرق في الزاب منهم