تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 103
نمايش فراداده

«111»

سنه 314

ثم دخلت‏

سنه اربع عشره و ثلاثمائة

ذكر ما دار في هذه السنه من اخبار بنىالعباس‏

[أخبار متفرقة]

فيها اشتدت مطالبه الخصيبى الوزيرالأموال عند الناس، و اكثر التعلل عليهمفيها، و لم يدع عند احد مالا احس به الااخذه باتعس ما يكون من الأخذ و الشده، وكان نصر بن الفتح صاحب بيت مال العامه قدتوفى في شهر ربيع الاول من هذا العام،فطالب الخصيبى جاريته و ابنته بالأموال، واحضرهما عند نفسه و اشتد عليهما، فلم يجدعندهما كثير مال، إذ كان نصر رجلا صحيحالأمانة، و كان له معروف عند الناس و ايادحسنه.

و فيها امر المقتدر ابن الخصيب وزيرهباستقدام ابن ابى الساج من الجبل لمحاربهالقرمطى، فاستقدمه، و اقبل يريد مدينهالسلام، فاشتد على نصر الحاجب و نازوك وشفيع المقتدرى و هارون بن غريب الخال وغيرهم من الغلمان دخوله بغداد، فكتب اليهمؤنس بان يعدل الى واسط ليكون مقامه بها وغزوه القرامطة منها، فسار إليها ثم تأخرنفوذه الى القرمطى و لم يتم خروجه اليهلشروط شرطها و اموال طلبها، و كانتالأموال في غاية التعذر فلم يجب الى مااشترطه، و كان ذلك سببا لتوقفه.

و فيها اتخذت أم المقتدر كاتبا يقوم بأمرضياعها و حشمها و أسبابها لما رات الخصيبىقد اشتغل بالوزارة و النظر في اسبابالمملكة، فقالت لثمل القهرمانه: ارتادى ليكاتبا يقوم مكانه و يحل محله، فاتخذت لهاعبد الرحمن بن محمد بن سهل، و كان قد لزمبيته، و اقتصر على ضيعه له، فاستخرج منمنزله، و كتب لام المقتدر و تولى أمورها، وكانت فيه كفاية و أبوه شيخ من مشايخالكتاب، و ممن عنى بالعلم، فصعب امره علىالخصيبى الوزير، و تمنى انه لم يكن تولىالوزارة حين فارق خدمه أم المقتدر، و كانتانفع له من الخليفة، فجعل امره يضعف كلماقلت الأموال التي كان يتقرب بها و يشتد علىالناس فيها.