تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 134
نمايش فراداده

«142»

سنه 320

ثم دخلت‏

سنه عشرين و ثلاثمائة

ذكر ما دار في هذه السنه من اخبار بنىالعباس‏

[مخالفة مؤنس المظفر على المقتدر]

فيها خالف مؤنس المظفر على المقتدر، و خرجمن بغداد الى الموصل، ثم خلعه بعد ذلك وقتله، و كان السبب في ذلك ان مؤنسا لماابعد ياقوتا و ولده عن الحجابه، و أخرجهماعن مدينه السلام، و اختار ابنى رائقلملازمه المقتدر و حجابته، و رجا طوعهماله و قله مخالفتهما اياه، و كان مؤنس عليلامن النقرس قاعدا في منزله كالمقعد، و كانيلبق غلامه الذى صيره مقام نفسه و عقد لهالجيش، و ضمه اليه ينوب عنه في لقاءالخليفة و اقامه اسباب الجند و الأمر والنهى، فقوى امر ابنى رائق و تمكنا منالخليفة لقربهما منه، و قيل لهما: ان مؤنسايريد ان يصير الحجابه الى يلبق، فالتاثاعلى مؤنس و استوحشا منه، و باطنا عليه منكان بحضره الخليفة مثل مفلح و الوزير ابنالقاسم و غيرهما، و راسلا ياقوتا و ولده وابن الخال و غيرهم و اتصل ذلك بمؤنس و صحعنده، فاوحشه ذلك من المقتدر و ممن كانمعه، ثم سالت الحجريه و الساجيه المقتدربما احكمه لها ابنا رائق، بان يصلوا اليهكلما جلس للسلام، و استعفوه من يلبق، وطعنوا على مؤنس في ضمهم اليه.

فلما كان يوم الاثنين لخمس خلون من المحرمجلس المقتدر أيضا للسلام، و وصل اليهالناس، و وصلت اليه الحجريه و الساجيه وصرف عنهم يلبق و لم يخلع عليه، و اظهرالمقتدر الانفراد بامره و الاستبدادبرايه، فانكشف لمؤنس الأمر، و صح عنده مادبر عليه، و علم انه مطلوب.

و لما كان يوم الخميس لثمان خلون من الشهرجلس المقتدر أيضا للسلام، فخرج مؤنس الىباب الشماسيه و عسكر بها و نهب اصحابه دارالوزير الحسين بن القاسم.

و بلغ ذلك المقتدر، فامر بشحن القصربالرجال و نودى فيمن سخط عليه من‏