سنه 319
و انصرف الى داره، و استقر فيها فامرالخليفة بحفظها و صيانتها.
و كان ابو الجمال الحسين بن القاسم بنعبيد الله بن سليمان بن وهب يسعى دهره فيطلب الوزارة، و يتقرب الى مؤنس و حاشيته ويصانعهم حتى جاز عندهم، و ملا عيونهم، وكان يتقرب الى النصارى الكتاب بان يقوللهم: ان اهلى منكم و أجدادي من كباركم، و انصليبا سقط من يد عبيد الله بن سليمان جدهفي ايام المعتضد فلما رآه الناس، قال: هذاشيء تتبرك به عجائزنا، فتجعله في ثيابنامن حيث لا نعلم، تقربا اليهم بهذا و شبهه،يعنى الى مؤنس و اصحابه.
و قلد الوزارة يوم السبت سلخ شهر رمضان وخلع عليه في هذا اليوم، و ركب في خلعه وسائر القواد و الناس على طبقاتهم معه واخذه بوله في الطريق، فنزل و هو في خلعالخليفة الى دار محمد بن فتح السعدي فبالعنده، و امر له بزيادة في رزقه و نزله، وركب منها الى داره.
[أخبار متفرقة]
و لسبع بقين من شوال اخرج على بن عيسى الىديرقنا.
و فيه قرئت كتب في جامع الرصافه بما فتحهالله لثمل بطرسوس في البر و البحر.
و فيه خلع على ابى العباس احمد بن كيغلغ وطوق و سور، و عقد لابن الخال على اعمالفارس، و لياقوت على أصبهان، و لابنه محمدعلى الجبل، و اخرجت إليهما الخلع للولاية.
و في شوال من هذه السنه خلع على الوزيرعميد الدولة و ابن ولى الدولة الحسين بنالقاسم لمنادمه المقتدر.
و في يوم الجمعه لخمس بقين منه ظهرت فيالسماء فيما يلى القبله من مدينه السلامحمره ناريه شديده لم ير مثلها، و صلى فيهذا النهار الوزير عميد الدولة و ابن ولىالدولة الحسين بن القاسم، في مسجدالرصافه، و عليه شاشيه و سيف بحمائل، فعجبالناس منه.
و حج بالناس في هذه السنه جعفر بن علىالهاشمى من اهل مكة المعروف برقطه خليفهلأبي حفص عمر بن الحسن بن عبد العزيز.