سنه 329
خلافه المتقى لله
و هو ابو إسحاق ابراهيم بن المقتدر بالله،أمه رومية، و كانت خلافته ثلاث سنين و احدعشر شهرا.
ورد كتاب بجكم، لما بلغه موت الراضي باللهرحمه الله عليه، على ابى عبد الله الكوفىيأمره ان يجمع كل من كان يتقلد الوزارةبالحضرة، و اصحاب الدواوين و القضاه والفقهاء و العلويين و العباسيين و وجوهالبلد، و يحضرهم الى ابى القاسم سليمان بنالحسن، و ينصبون الخلافه من يحمدونه.
فلما اجتمعوا قال محمد بن الحسن بن عبدالعزيز الهاشمى: يكون الخطاب سرا، فخلاالكوفى في بيت و جعل الرجل و الرجلانيدخلان اليه، فيقول لهما: قد وصف لناابراهيم بن المقتدر بالله، فيظنان ان ذلكعن امر ورد من بجكم في معناه، فيقولان:
هو لذلك اهل، فاحضر الى دار بجكم و عقد لهالأمر و لقب المتقى لله.
و حمل الى بجكم من دار الخلافه قبل تقلدالمتقى فرش و آلات اختارها.
و انفذ المتقى لله عند بيعته مع ابىالعباس الاصفهانى، خلعا و لواء الى بجكم،و خلع على سلامه الطولونى، و قلده حجبته، واقر أبا القاسم سليمان بن الحسن علىالوزارة.
و ورد الخبر بدخول ابى على بن محتاج في جيشخراسان الى الري، و قتله ما كان الديلمىصاحب جرجان، و حاصر من بها حتى تركها، ومضى الى ساريه، فاستولى ابو على على جرجان.
و تعاضد ابو على و ركن الدولة، على محاربهوشمكير، حين اعتضد بما كان، و التقىالفريقان و اظهر ما كان شجاعة شديده،فأتاه، سهم عائر، فنفذ في خوذته و طلع منقفاه فسقط ميتا