سنه 326
سنه ست و عشرين و ثلاثمائة
[أخبار]
لما ورد ابن رائق بغداد، اطمعه الوزير ابوالفضل في اموال مصر و الشام، و زوج ابنهأبا القاسم بابنه ابن رائق، و زوج ابن رائقابنه بابنه طغج.
و خرج الوزير ابو الفضل الى الشام، واستخلف بالحضرة أبا بكر البقرى، فلما بلغهيت ضعف امره، و قوى امر ابى عبد اللهالكوفى، و قلد ابن رائق اعمال الاهواز،فدعاه بجكم الى كتابته فأجابه.
و سفر ابو جعفر بن شيرزاد في الصلح بين ابنرائق و البريدى و أخذ خط الراضي بالرضاعنهم، و قطعت لهم الخلع، على ان يقيمواالخطبه بالبصرة لابن رائق، و ان يفتحواالاهواز و ان يحملوا ثلاثين الف دينار، واطلقت ضياعهم بالحضرة و بلغ ذلك بجكم فجزعلهذا الصلح.
و اشار عليه يحيى بن سعيد السوسي، بحربالبريدى، فانفذ اليه البريدى أبا جعفرالجمال، فالتقيا بشابرزان، فانهزمالجمال، و انفذ يعاتب البريدى و يقول له:جنيت على نفسك باستجلاب الديلم أولا، وبمظافره ابن رائق ثانيا، و انا أعاهدك اناوليك وسطا إذا ملكت الحضره، فسجد البريدىلما بلغته رسالته شكرا لله تعالى، و وصلرسوله بثلاثة آلاف دينار، و حلف بمحضر منالقاضى ابى القاسم التنوخي و القاضى ابىالقاسم بن عبد الواحد بالوفاء لبجكم.
و كان ابن مقله يسال ابن مقاتل و الكوفى فيرد ضياعه، فيمطلونه، فكتب الى بجكم و الىأخي مزداويج يطمعهما في الحضره، و كاتبالراضي بالله يشير بالقبض على ابن رائق، وتوليه بجكم، و كتب الى بجكم ان الراضي قداستجاب لذلك.
و ظن ابن مقله انه قد توثق من الراضي، وبذل له استخراج ثلاثة آلاف الف دينار، انقلده الوزارة، فوافقه على ان ينحدر اليهسرا، الى ان يتم التدبير على ابن رائق،فركب من داره في سوق العطش في طيلسان، وسار الى الأزج بباب البستان،