سنه 310
سنه عشر و ثلاثمائة
في المحرم، اطلق يوسف بن ابى الساج، و حملاليه مال و خلع و حكى انه انزل في داردينار، و انه انفذ الى مؤنس المظفر،يستدعى منه انفاذ ابى بكر ابن الادمىالقاري، فتمنع ابو بكر و قال: اننى قراتبين يديه يوم شهر: و كذلك أخذ ربك إذا أخذالقرى و هي ظالمه، و رايته يبكى، فاظنه حقدعلى ذلك، فقال له مؤنس لا تخف، فاننى شريككفي جائزته، فمضى اليه وجلا، فلما دخلعليه، و قد أفيضت عليه الخلع، و الناسبحضرته و الغلمان وقوف على راسه، قال لهم:هاتوا كرسيا لأبي بكر، فاتوه به، و قال:اقرا، فاستفتح و قرأ قوله تعالى:
و قال الملك ائتونى به استخلصه لنفسيفقال: لا اريد هذا، بل اريد ان تقرا بين يديما كنت تقرؤه يوم شهرت فامتنع، ثم قرأ حينالزمه: و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هيظالمه فبكى ثم قال: هذه الآية كانت سببالتوبتي من كل محظور، و لو أمكنني ترك خدمهالسلطان لتركتها و امر له بمال جزيل و طيبكثير.
و حضر يوسف دار الخليفة بسواد، و وصلاليه، فقبل البساط و خلع عليه، و حمل علىفرس بمركب ذهب، و ذلك يوم الخميس ثامنالمحرم، و جلس المقتدر يوم السبت، و عقد لهعلى اعمال الصلاة و المعاون و الخراجبالري و الجبال و اذربيجان، و زينت له دارالسلطان يومئذ، فركب معه مؤنس و مفلح و نصرو القواد، و استكتب أبا عبد الله محمد بنخلف النيرمانى، و قرر ان يحمل الى السلطانفي كل سنه خمسمائة الف دينار.
و خلع على طاهر و يعقوب ابنى محمد بن عمروبن الليث الصفار، و على الليث