سنه 313
عند ركوب الخليفة الى الثريا بالقرب منطريقه، فإذا وازاهم وثبوا من ثلم كانتتهدمت في سور الحلبه، و أوقعوا به، ثميخرجون و يحكمون على انهم شراه، فكان نصرحينئذ قد اراد كشف ذلك للمقتدر، و شاور منوثق به فيه، فقال له: لا تفعل، فلست بآمنالا يتضح الأمر للخليفة فتوحشه و ترعبه،ثم يصير من اتهم بهذا عدوا لك و ساعياعليك، و لكن امنعه الركوب الى الثريا حتىتبنى ثلم السور، و ان عزم على الركوباستعددت بالغلمان و العده، و الزمتهم تلكالمواضع المخوفه، و عملت مع هذا فياستئلاف كل من سمى لك من هؤلاء القواد و منتابعهم على مذهبهم، فمن كان منهم متعطلامن ولايه وليته و من كان مستزيدا زدته، ومن كان خائفا آمنته، و ان امكنك تفريقهم فيالاعمال فرقتهم فيها.
و كان نصر رجلا عاقلا، فعمل براى من اشارعليه بهذا و سعى في ولايه بعض القوم، فاخرجواحدا الى سواد الكوفه، و اخرج آخر الىديار ربيعه و لما صفت الحال بين نصر و مؤنسو استالف نصر ثمل القهرمانه، و كانتمتمكنه من المقتدر.
و ظهر من امر الوزير عبد الله بن محمد ماظهر، تكلموا في عزله، و شاوروا في رجل يصلحللوزارة مكانه، فمالت ثمل برأيها وعنايتها الى احمد الخصيبى، و كان يكتب لامالمقتدر، و ساعدها نصر على ذلك حتى تم له،و صح عزم المقتدر عليه.
ذكر التقبض على الوزير الخاقانى و ولايهاحمد الخصيبى
و قبض على الوزير عبد الله بن محمدالخاقانى لإحدى عشره ليله خلت من شهررمضان، و وكل به في منزله، فكانت ولايتهثمانية عشر شهرا، و خلع في هذا النهار علىابى العباس احمد بن عبيد الله بن احمد بنالخصيب للوزارة، و انصرف الى منزله بقنطرةالانصار، ثم جلس من الغد في دار سليمان بنوهب بمشرعه الصخر، فهابه الناس لموضعه منالخليفة بالوزارة التي صار إليها، لمحلهمن خدمه السيده و كتابتها،