تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 135
نمايش فراداده

«143»

سنه 320

الرجاله بالرضا عنهم، فظفروا و وعدوابزيادة دينار على النوبه، و وعد الفرسانبزيادة خمسه دنانير على الرزق، فظهرالرجاله، و قوى امر الخليفة و استتر اصحابمؤنس و لحق به خاصته و خرج اليه يلبق.

فلما كان يوم الجمعه لتسع خلون من الشهر،و تمت صلاه الناس في الجامع، ركب المقتدربين الظهر و العصر في قباء تاختج و عمامةسوداء و على راسه شمسه تظله و بين يديهاولاده الكبار ركبانا، و هم سبعه و جميعالأمراء و القواد معه و بين يديه، فسار منباب الخاصة الى المجلس الذى في طرفالميدان، و قد ضرب له قبة شراع ديباجفدخلها، ثم انصرف و ظهر للعامه و دعا الناسله، و بعث مؤنس بشرى خليفته الى المقتدريوم السبت مترضيا له، و معتذرا اليه بانهلم يخرج خالعا و لا عاصيا، و انما خرج فارامن المطالبه له فقبض على بشرى و صفع و قيد،فلما اتصل الخبر بمؤنس زاد في ايحاشه ونفاره، و امر بوضع العطاء في اصحابه، ودخلوا السوق ليبتاعوا السلاح و ما يحتاجوناليه، فمنعوا من ذلك حتى وجه مؤنس من قوادهالى المدينة من حضر ابتياعهم لما أرادوا،ثم انتقل مؤنس الى البردان، و زال عنه كثيرمن جيشه الى دار السلطان و كان ممن رجع عنهابو دلف القاسم بن دلف و محمد بن القاسم بنسيما و غيرهم من قواده، و دخل هارون بنغريب الخال الى بغداد للنصف من المحرم، ونزل في النجمى، و دخل ابن عمرويه قافلا منالبصره، و دخل نسيم الشرابي من الثغر، وخلع على سرور، و جمعت له الشرطتان ثم دخلمحمد بن ياقوت لثمان بقين من المحرم،فتجمع للمقتدر قواده و قوى امره و خلع علىالوزير ابى الجمال، و لقب عميد الدولة، وكنى و نفذت الكتب بذلك الى العمال منالوزير ابى على عميد الدولة بن ولى الدولةالقاسم بن عبيد الله، و كتب اسمه علىالسكك، و خلع على ابته لكتابه الأمير ابىالعباس بن المقتدر، و هو الراضي و لمااجتمع الجيش ببغداد، و اتفقت كلمه اصحابالمقتدر و انتقل عن مؤنس كثير من اصحابهالى دار السلطان، قلع مؤنس عن البردان فيالماء مضطرا و معه نحو مائه غلام اكابر واصاغر من غلمانه و أربعمائة غلام سودان،كانوا له و سار يلبق و ابنه و باقى غلمانمؤنس على الظهر في نحو الف و خمسمائة رجل،و كان معه من وجوه القرامطة نحو سبعينرجلا، منهم خطا أخو هند و زيد بن صدام و اسدبن جهور، و كلهم انجاد مبرزون في الباس‏