تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 145
نمايش فراداده

«153»

سنه 320

من دار ابن طاهر لولاية الخلافه، و كانمقدما على الحرم، حكى له بان رأيهم اجتمعبعد مفاوضه طويله على القاهر و على ابىاحمد بن المكتفي.

قال ذكى: و وجهونى فيهما ليتكلم مؤنس مع كلواحد منهما خاليا، فمن ظهر لهم تقديمهمنهما قدم، فتوجه ذكى فيهما، فلما صاربهما في بعض الطريق قال القاهر لأبي احمدبن المكتفي: لست اشك في انا انما دعينالتعرض على كل واحد منا الخلافه، فعرفنيبما عندك، فان كنت راغبا فيها أبيت انامنها، إذا دعيت إليها ثم كنت أول منيبايعك، فقال له ابو احمد: ما كنت بالذياتقدمك، و أنت عمى و كبيرى و شيخي، بل اناأول من يبايعك.

فلما تحقق عند القاهر مذهبه بنى امرهعليه، ثم لما صار الى مؤنس و حاشيته بدءوابمخاطبه ابى احمد لفضل كان فيه، و عرضواالأمر عليه فأبى من تقلده، و لم تكن رغبتهمفيه ثابته إذ كانت له والده، و قد علموا ماكانت تحدثه والده المقتدر في الخلافه.

فعقدوا الأمر للقاهر بالله.

قال: و ذكر لي ابن زعفران انه حضر ذلك، و انالقاهر اجلس في خيمه بإزاء خيمه مؤنس، و لمتزل المراسلات بينهما الشروط متخذه علىالقاهر الى ان أجاب الى جميعها الا النفقةالتي كلفوه للجند على البيعه فانه ذكر الامال له فعذروه.

قال: و لم يكن عليه يوم احضر للبيعه الاقميصان و رداء، فطلب ما يلبس من الثيابالتي تشاركه للجلوس للعامه، و سيف ومنطقه، فلم يوجد ما يصلح لذلك، فنزع جعفربن ورقاء ثيابه التي كان يلبسها، و لبسهاالقاهر، و هي عطاف و عمامة و منطقه و سيفبحمائل، ثم قعد في الخيمة و سلموا عليهبالخلافة، و بويع له على ما سيأتي ذكره.