تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 230
نمايش فراداده

«267»

سنه 318

و سعى له بليق في الوزارة، و تقلدها يومالجمعه لليلتين بقيتا من شهر رمضان،فتشاغل عن الجلوس بالتهنئة بجمع الأموالالتي يحتاج إليها في نفقه العيد، و صاراليه على بن عيسى و هناه.

و كانت دمنه تعنى بأمر الحسين، فكانت توصلرقاعه، و كانت حظيه عند المقتدر فكانيخدمها و يخدم ابنها الأمير أبا احمدإسحاق في كل يوم بمائه دينار.

و اختص به بنو البريدى و ابو بكر بن قرابه،و اقرضه اموالا بربح درهم في الدينار.

و اختص به جعفر بن ورقاء، فقلد أبا عبدالله محمد بن خلف النيرمانى اعمال الحرب والخراج و الضياع بحلوان، و غيرها من ماءالكوفه، و لبس القباء و السيف و المنطقه وتسمى بالاماره و سئل في اخراج على بن عيسىالى مصر، فدافع عنه مؤنس و قال: انه شيخنرجع الى رايه حتى احدره الى الصافية.

و ابتدأ مؤنس في الاستيحاش و بلغ الحسينان مؤنسا على كبسه ليلا، فكان ينتقل في كلليله الى مكان، خوفا منه و راسل مؤنسالمقتدر في صرف الحسين عن الوزارة فأجابه.

و سعى الحسين بمؤنس و قال للمقتدر: انه قدعزم على ان يخرج الأمير أبا العباس الىالشام و يقرر له الخلافه.

و كتب الحسين الى هارون بن غريب، و هو بديرالعاقول، يأمره بالمبادره الى الحضرهفاستوحش مؤنس، و اظهر الغضب و سار فياصحابه الى الموصل.

و جاء بشرى خادم شفيع برسالة الى المقتدر،فشتمه الحسين و شتم صاحبه، و ضربهبالمقارع، و أخذ خطه بثلاثمائة الف دينار.

و وقع الحسين بقبض املاك مؤنس و ضياعأسبابه، و افرد له ديوانا سماه ديوانالمخالفين.

و زاد مخل الحسين من المقتدر، فكان ينفذله الطعام من بين يديه، و لقبه عميدالدولة، و امر بذكر لقبه على الدنانير.

و قلد أبا يوسف محمد بن يعقوب البريدىالبصره، و القيام بنفقتها فتقدم الى‏