تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 382
نمايش فراداده

«419»

سنه 358

عطش شديد، فعاود الرحبه، و دخلها من ثلمعرفها، و قد ترك ابو البركات اصحابه فيها،و اصعد الى الرقة، فاستولى حمدان علىذخائره و أمواله و اصحابه.

فبلغ ذلك أبا البركات، فانحدر، فتلقاهحمدان و عدته قليله، و قال لأصحابه:

لا بد من الصبر، فقاتل فنصر، و قتل أباالبركات، و انفذه الى أخيه ابى تغلب فيتابوت فكفن بسل توبه، و اعتذر بانه دفع عننفسه بقتله، فقال ابو تغلب: و الله لألحقنهبه و لو ذهب ملكي.

و قبض ابو تغلب على أخيه ابى الفوارسمحمد، صاحب نصيبين، و عرف انه وافق حمدانعلى الفتك به.

و لما عرف هبه الله بن ناصر الدولة ما جرىعلى ابى الفوارس، ثار به المرار، و انكرفعل ابى تغلب.

و كتب الحسين بن ناصر الدولة الى أخيه ابىتغلب، و هو صاحب الحديثه يقول:

ان الله قد وفق الأمير في افعاله، و نحن وان كنا اخوه، فنحن عبيد، و لو أمرني بالقبضعليه لفعلت، فقال ابو تغلب: هذا كتاب منيريد ان يسلم.

و انحدر حمدان و اخوه ابو طاهر ابراهيمالى بغداد.

و كان عز الدولة بواسط فانحدرا اليهفتلقاهما، و نزل حمدان دار ابى قره، و انزلأبا طاهر ابراهيم في دار ابى العباس بنعروه، و حمل إليهما هدايا كثيره، و اصعدامعه الى بغداد.

و في شهر رمضان قدم الوزير ابو الفضلالعباس بن الحسن من الاهواز و تلقاه عزالدولة و اصعد الى بغداد.

و فيه مات ابو الحسين الكوكبى العلوي الذىكان يتقلد نقابه الطالبيين.

و في ذي القعده انحدر ابو إسحاق بن معزالدولة الى دار السلطان، و وصل الى المطيعلله و عقد لعضد الدولة على كرمان، و انفذاليه الخلع و اللواء و الطوق و السوارين.

و فيه نقل عز الدولة أباه معز الدولة الىتربه بنيت له بمقابر قريش، بعد ان كفنه وطيبه، و مشى بين يدي تابوته الوزير ابوالفضل، و الرئيس ابو الفرج و الأمراء منالديلم و الاتراك.

و ملك الروم أنطاكية يوم النحر.

سنه تسع و خمسين و ثلاثمائة

فيها فتح الروم منازكردم، من اعمالأرمينية بالسيف.

و في شهر ربيع الاول صرف القاضى ابو بكر بنسيار عن القضاء في حريم دار الخلافه، وتولاه ابو محمد بن معروف.

و في هذه السنه اقام ابو المعالى بن سيفالدولة الخطبه في اعماله و اعمال فرعونهللخارج بالمغرب.

و في آخرها قبض على الوزير ابن ابى الفضلالشيرازى، و تولى الوزارة مكانه ابو الفرجمحمد بن العباس بن فسانحس، و قال ابنالحجاج يمدحه:


  • يا وزيرا بنوه طلعت صحن خدي لارض نعلك بك قامت سوق النوال و سمعنا فيها النداء على الجود والندى‏

  • انجم العدى‏ يا سيدي الفدا و قد اصبحت سيدي‏ على الجود والندى‏ على الجود والندى‏

فاما ابو الفضل العباس بن الحسينالشيرازى، فمولده بشيراز سنه ثلاث وثلاثمائة.

و ورد مع معز الدولة بغداد، و ناب عنالمهلبى، و صاهره على بنته زينه من تجنى، وكان ذلك سبب تقدمه، ثم فسد ما بينهما و كانواسع المروءة و الصدر، و داره على الصراة ودجلة، و هي التي كانت بستانا لنقيبالنقباء الكامل، و انتقلت الى الفضلونى، وانفق عليها ابو الفضل زائدا على مائه الفدينار، ثم احترقت، فامر عضد الدولة ببسطهابستانا.

و عمل دعوه لمعز الدولة، و جعل في وسطالسماط قصورا من السكر، فيها مخانيث اغانيغنون و يرقصون و لا يشاهدون، و قطع دجلةمن فوق الجسر الى دار الخلافه بالقلوسالغلاظ و طرح الورد فيها حتى ملاها، و غطىدجلة و لم ينزل بغداد قيان الا احضره، وذلك في سنه اربع و خمسين و ثلاثمائة