تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 407
نمايش فراداده

«446»

سنه 365

سنه خمس و ستين و ثلاثمائة

توفى المعز بمصر، في شهر ربيع الآخر، سنهخمس و ستين، و مده عمره خمس و اربعون سنه وسبعه اشهر و يومان، و مده نظره ثلاث وعشرون سنه و خمسه اشهر و سبعه عشر يوما،منها بمصر ثلاث سنين.

و قام ابنه نزار مقامه، و لقب بالعزيز،فكاتب الفتكين بالاستماله، فاغلظ فيجوابه، و قال: هذا بلد أخذته بالسيف، و لاأدين لأحد فيه بطاعة فانفذ اليه جوهرا فيعساكر كثيره، فدعا اهل البلد و اعلمها، ماقد أضلهم، و انه على مفارقتهم، فقالوا: انأرواحنا دونك، و انا باذلون نفوسنا دوننفسك.

و لما حصل جوهر بالرملة، كاتب الفتكين، وعرفه انه قد استصحب له أمانا، و كتابابالعفو عما فرط فيه، و خلعا يفيضها عليه، واموالا، فأجابه الفتكين اجابه مغالط، وأحال على اهل دمشق فعل جوهر على الحرب، وسار اليه، فالتقيا بالشماسيه، و دامتالحرب و اتصلت مده شهرين، و ظهر من شجاعةالفتكين و غلمانه، ما عظموا به في النفوس.

و عاضد الفتكين الحسن بن احمد القرمطى، واجتمعا في خمسين ألفا، فانصرف جوهر الىطبرية، و منها الى عسقلان، فحاصراه بها، وقطعا عنه الماء.

و كان جوهر في الشجاعة معروفا، فكان يبارزالفتكين، و يعرض عليه الطاعة لصاحبه،فيكاد ان يجيبه فيعترضهما القرمطى، فلايمكن الفتكين من ذلك.

فاجتمعا يوما، فقال جوهر: قد علمت مايجمعنى و إياك من تعظيم الدين، و قد طالتالفتنة، و دماء من هلك في رقابنا، و ان لمتجب الى الطاعة، فاسالك ان تمن على بنفسي وباصحابى و تذم لنا، و تكون قد جمعت بين حقنالدماء و اصطناع المعروف، فقال الفتكين:انا افعل، على ان اعلق سيفي و رمح القرمطى،على باب‏