سنه 304
و قبض في هذه السنه على الوزير على بن عيسىيوم الاثنين، لثمان ليال خلون من ذيالحجه، و نهبت منازل اخوته و منازل حاشيتهو ذويه، و حبس في دار المقتدر، و قلدالوزارة في هذا اليوم على بن محمد بن موسىبن الفرات، و خلع عليه سبع خلع، و حمل علىدابه بسرجه و لجامه، فجلس في داره بالمخرمالمعروفه بدار سليمان بن وهب، و ردت عليهاكثر ضياعه التي كانت قبضت منه عند التسخطعليه، و ظهر من كان استتر بسببه من صنائعهو مواليه.
و ذكر عنه انه لما ولى ابن الفرات الوزارةو خلع عليه بالغداة، زاد ثمن الشمع في كلمن منه قيراط ذهب، لكثرة ما كان ينفقه منهفي وقيده، و ينفق بسببه و زاد في ثمنالقراطيس لكثرة استعماله إياها فعد الناسذلك من فضائله، و كان اليوم الذى خلع عليهفيه يوما شديد الحر.
فحدثني ابن الفضل بن وارث انه سقى في دارهفي ذلك اليوم، و تلك الليلة اربعون الف رطلمن الثلج، و ركب على بن محمد الى المسجدالجامع و معه موسى بن خلف صاحبه فصيح بهالهاشميون: قد أسلمنا، و ضجوا في امرأرزاقهم، فامر ابن الفرات من كان معه الايكلمهم في شيء، فافرطوا في القول، فأنكرذلك المقتدر و امر بان يحجب اصحاب المراتبعن الدار، فصار مشايخهم الى ابن الفرات واعتذروا اليه، و قالوا له: هذا فعل جهالنا،فكلم الخليفة فيهم حتى رضى عنهم، و ضم الىابن الفرات جماعه من الغلمان الحجريه،ليركبوا بركوبه و يكونوا معه في كل موضعيكون فيه.
و فيها ورد الكتاب من خراسان يذكر فيه انهوجد بالقندهار في ابراج سورها برج متصلبها فيه خمسه آلاف راس، في سلال من حشيش، ومن هذه الرءوس تسعه و عشرون راسا، في اذنكل راس منها رقعه مشدودة بخيط ابريسم،باسم كل رجل منهم