جامع المدارک فی شرح المختصر النافع‏

السید احمد بن یوسف الخوانساری‏

جلد 3 -صفحه : 492/ 25
نمايش فراداده

«25»

فمشكل. ألا ترى أنّه لو كان إرادة الإنسانمتعلّقة بما فيه خلاف المصلحة أو بما فيهالمفسدة فعمل صديقه عملا أوجب انصرافه فهليعدّ هذا إضرارا. ثمّ على تقدير الأخذبرواية الاحتجاج المذكورة و صدق السحر علىما ذكر فيها لا بدّ من إثبات حرمة كلّ مايصدق عليه، و ربما يستفاد من قول الملكينعلى ما في الخبر «إنّما نحن فتنة فلاتأخذوا عنّا ما يضرّكم و لا ينفعكم»التفصيل فإذا أريد بالسحر دفع السحرالواقع فهو خارج. و ممّا يدلّ عليه ما فيالكافي عن القمّي عن أبيه عن شيخ منأصحابنا الكوفيّين قال: «دخل عيسى بنالثقفي على أبي عبد اللّه عليه السّلامقال: جعلت فداك أنا رجل كانت صناعتي السحرو كنت آخذ عليه الأجر و كان معاشي، و قدحججت منه و قد منّ اللّه عليّ بلقائك و قدتبت إلى اللّه من ذلك فهل لي في شي‏ء منذلك مخرج؟ فقال له أبو عبد اللّه عليهالسّلام:

حلّ و لا تعقد» و الظاهر انّ المراد كونكلّ من الحلّ و العقد بالسحر. و يدلّ عليهغير ما ذكر من الأخبار لكن بعد كون ما دلّعلى الجواز غير نقيّة من جهة السند و إباءالأخبار الدّالة على الحرمة بقول مطلق عنالتخصيص و كون متعلّم السحر بمنزلة الكافريشكل القول بالجواز نعم لو شكّ في صدقالسحر مقتضى الأصل الجواز.

و أما حرمة تعلّم الكهانة

فالظاهر عدم الخلاف فيها، و عن إيضاحالنافع أنّ تعليمها و تعلّمها و استعمالهاحرام في شرع الإسلام، و في الخبر «أنّالكاهن كالساحر. و أنّ تعلّم النجوم يدعوإلى الكهانة» و في خبر مستطرفات السرائر«من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذّاب فصدّقهبما يقول فقد كفر بما أنزل اللّه من كتاب»و الكهانة قيل هي تعاطي الأخبار عنالكائنات في مستقبل الزّمان. و عن المغربأنّ الكهانة في العرب قبل المبعث يروى أنّالشياطين كانت تسترق السمع فتلقيه إلىالكهنة، و في القواعد إنّ الكاهن هو الّذيله رائد من الجنّ يأتيه بالأخبار، و عندالحكماء أنّ من النفوس ما تقوي علىالاطّلاع على ما سيكون من الأمور فإن كانتخيّرة فاضلة فتلك نفوس الأنبياء والأولياء، و إن كانت شريرة فهي نفوسالكهنة.

و لا يخفى أنّه على ما ذكر من التعريف ليستمن الأمور الّتي يحصل بالتعليم و التعلّمبل هي من الأمور الّتي تحصل بالرّياضياتفإن كانت موجبة لتسخير الجنّ‏