و الشياطين فلعلّها داخلة في السحر و إنلم تكن كذلك و كانت موجبة للاطّلاع علىأمور خفيّة على الناس من دون ارتكاب حرامفصدق الكهانة و حرمته يحتاج إلى الدّليل. وكون النفس شريرة لا توجب حرمة الرّياضةالموجبة للاطّلاع على الأمور الخفيّة، ولعلّ المراد من التعلّم تعلّم الرّياضةالموجبة لما ذكر و في غير السحر تحتاج حرمةالتعلّم من دون قصد إلى العمل إلى الدّليلإلّا أن يكون إجماع كما في كلمات بعضالأكابر و إلّا فمقدّمه الحرام ما لم توجبسلب القدرة عنه و لم يقصد بها الوصول إلىالحرام من جهتها لا دليل على حرمتها، نعمروي في مستطرفات السرائر عن كتاب المشيخةللحسن بن محبوب عن الهيثم قال: «قلت لأبيعبد اللّه عليه السّلام إنّ عندنابالجزيرة رجلا ربّما أخبر من يأتيه يسألهعن الشيء يسرق أو شبه ذلك فنسأله فقال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّممن مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذّاب فصدّقهفيما يقول فقد كفر بما أنزل اللّه من كتاب-الخبر» و لازم هذا حرمة التعليم و حرمةالتعلّم لظهور الخبر في أنّ الرّجل المخبركاهن و الكاهن كالساحر و على هذا يشكلإخراج العلم الحاصل من الجفر و غيره خصوصامع ترك الاستفصال في الخبر.
و مما ذكر ظهر الإشكال في حرمة تعلّمالقيافة
نعم الظاهر عدم الإشكال في حرمتها بمعنىترتيب الأثر عليها و إلحاق الناس بعضهمببعض و إلّا فمجرّد الاعتقاد العلمي أوالظنّي بنسب شخص لا دليل على تحريمه. نعملا يبعد حرمة تعلّم ما يوجب العلم أو الظنّبنسبة بعض إلى بعض مع أنّه قد يكون علىخلاف ما حكم به الشرع و لعلّه لذا نهى عنإتيان القائف في بعض الأخبار و الأخذبقولهم. ففي المحكيّ عن الخصال «ما أحبّ أنتأتيهم» و عن مجمع البحرين أنّ في الحديث«لا آخذ بقول قائف» و قد افترى بعض العامّةعلى رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمفي أنّه قضى بقول القافة.
و أما الشعبذة
فلا خلاف في حرمتها و هي الحركة السريعةبحيث يوجب على الحسّ الانتقال من الشيءإلى شبهه، و استدلّ على حرمتها بأنّها منالباطل و اللّهو و داخلة في السحر فيالرواية المتقدّمة عن الاحتجاج. أمّاعدّها من اللّهو فلا يخلو عن الاشكال مع ماذكر سابقا في معنى اللّهو، نعم لو فسّراللّهو بمعنى ما يشغل الإنسان