نعم، لم يصرّح الصدوقان بالترتيب فيالبدن و لا بنفيه.
و ابن الجنيد اجتزأ مع قلّة الماء بالصبعلى الرأس، و إمرار اليد على البدن تبعاللماء المنحدر من الرأس على الجسد، قال: ويضرب كفين من الماء على صدره و سائر بطنه وعكنة، و هي جمع عكنة- بضم العين و سكونالكاف- و هي: الطيّ الذي في البطن من السمن،و تجمع أيضا على أعكان، ثم يفعل مثل ذلكعلى كتفه الأيمن، و يتبع يديه في كلّ مرةجريان الماء حتى يصل الى أطراف رجلهاليمنى ماسحا على شقه الأيمن كله ظهرا وبطنا، و يمرّ يده اليسرى على عضده الأيمنإلى أطراف أصابع اليمنى و تحت إبطيه وأرفاغه، و لا ضرر في نكس غسل اليد هنا- والأرفاغ: المغابن من الآباط و أصولالفخذين، واحدها رفغ بفتح الراء و ضمها وسكون الفاء. و يفعل مثل ذلك بشقّه الأيسر،حتى يكون غسله من الجنابة كغسله للميتالمجمع على فعل ذلك به. فان كان بقي منالماء بقية أفاضها على جسده، و أتبع يديهجريانه على سائر جسده. و لو لم يضرب صدره وبين كتفيه بالماء، الّا أنّه أفاض ببقيةمائه- بعد الذي غسل به رأسه و لحيته- ثلاثاعلى جسده، أو صبّ على جسده من الماء مايعلم أنّه قد مرّ على سائر جسده، أجزأه.
و نقل رجليه حتى يعلم أنّ الماء الطاهر منالنجاسة قد وصل الى أسفلهما. و هذا الكلامظاهره سقوط الترتيب في البدن.
و الجعفي أمر بالبدأة بالميامن. و ابن أبيعقيل عطف الأيسر بالواو. فحينئذ قول ابنالجنيد نادر، مسبوق و ملحوق بخلافه.
و أبو الصلاح أوجب الترتيب، ثم قال- بعدغسل الأيسر-: و يختم بغسل الرجلين، فان ظنّبقاء شيء من صدره أو ظهره لم يصل اليهالماء، فليسبغ بإراقة الماء على صدره وظهره. و كذا قاله بعض الأصحاب.