ذکری الشیعة فی أحکام الشریعة

أبو عبد اللَّه شمس الدین محمد بن الشیخ جمال الدین المکی بن الشیخ شمس الدین محمد بن حامد بن أحمد المطلبی العاملی النباطی الجزینی المعروف بـ الشهید الأوّل‏

جلد 2 -صفحه : 441/ 52
نمايش فراداده

بعدد كل شعرة مرّت عليها حسنة». قال: و انوجد باكيا سكّت بلطف، فعن العالم (عليهالسلام): «إذا بكى اليتيم اهتزّ له العرش،فيقول اللَّه تبارك و تعالى: من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه،فو عزّتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يسكتهعبد إلّا وجبت له الجنة».

و يعزّى المسلم بقريبه الذمي، و الدعاءللمسلم. و اختلف في تعزية الذمي، فمنعه فيالمعتبر، لأنّه موادّة منهي عنها و لقوله(صلّى الله عليه وآله): «لا تبدءوهم بالسلام» و هذا في معناه. وجوزه في التذكرة، لأنّ النبي (صلّى اللهعليه وآله) عاد يهوديا في مرضه و قال له:«أسلم»، فنظر الى أبيه فقال له أبوه: أطع أبا القاسم فأسلم، فقال النبي (صلّىالله عليه وآله): «الحمد للَّه الذي أنقذهمن النار»، و التعزية في معنى العيادة. وأجيب: لعلّه لرجاء إسلامه.

و بالغ ابن إدريس(رحمه اللَّه) فمنع منتعزية المخالف للحق مطلقا إلّا لضرورة،فيدعو له بإلهام الصبر لا بالأجر، و يجوزالدعاء لهم بالبقاء، لما ثبت من جوازالدعاء لهم به في أخبار الأئمة (عليهمالسلام). قال: و ليقل لأخيه في الدين: ألهمكاللَّه صبرا و احتسابا، و وفّر لك الأجر، ورحم المتوفّى و أحسن الخلف على مخلّفيه،أو يقول: أحسن اللَّه لك العزاء، و ربط علىقلبك بالصبر، و لا حرمك الأجر. و يكفي: آجركاللَّه.

قال: و ليس في تعزية النساء سنّة. و يدفعهما سبق.