بعدد كل شعرة مرّت عليها حسنة». قال: و انوجد باكيا سكّت بلطف، فعن العالم (عليهالسلام): «إذا بكى اليتيم اهتزّ له العرش،فيقول اللَّه تبارك و تعالى: من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه،فو عزّتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يسكتهعبد إلّا وجبت له الجنة».
و يعزّى المسلم بقريبه الذمي، و الدعاءللمسلم. و اختلف في تعزية الذمي، فمنعه فيالمعتبر، لأنّه موادّة منهي عنها و لقوله(صلّى الله عليه وآله): «لا تبدءوهم بالسلام» و هذا في معناه. وجوزه في التذكرة، لأنّ النبي (صلّى اللهعليه وآله) عاد يهوديا في مرضه و قال له:«أسلم»، فنظر الى أبيه فقال له أبوه: أطع أبا القاسم فأسلم، فقال النبي (صلّىالله عليه وآله): «الحمد للَّه الذي أنقذهمن النار»، و التعزية في معنى العيادة. وأجيب: لعلّه لرجاء إسلامه.
و بالغ ابن إدريس(رحمه اللَّه) فمنع منتعزية المخالف للحق مطلقا إلّا لضرورة،فيدعو له بإلهام الصبر لا بالأجر، و يجوزالدعاء لهم بالبقاء، لما ثبت من جوازالدعاء لهم به في أخبار الأئمة (عليهمالسلام). قال: و ليقل لأخيه في الدين: ألهمكاللَّه صبرا و احتسابا، و وفّر لك الأجر، ورحم المتوفّى و أحسن الخلف على مخلّفيه،أو يقول: أحسن اللَّه لك العزاء، و ربط علىقلبك بالصبر، و لا حرمك الأجر. و يكفي: آجركاللَّه.
قال: و ليس في تعزية النساء سنّة. و يدفعهما سبق.