ذکری الشیعة فی أحکام الشریعة

أبو عبد اللَّه شمس الدین محمد بن الشیخ جمال الدین المکی بن الشیخ شمس الدین محمد بن حامد بن أحمد المطلبی العاملی النباطی الجزینی المعروف بـ الشهید الأوّل‏

جلد 2 -صفحه : 441/ 82
نمايش فراداده

البحث الثامن: في البرزخ‏

و هو لغة الحاجز، و المراد هنا ما بينالموت و البعث. قال اللَّه تعالى وَ مِنْوَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى‏ يَوْمِيُبْعَثُونَ. روى ابن بابويه عن الصادق(عليه السلام): «إنّ بين الدنيا و الآخرة ألف عقبة،أهونها و أيسرها الموت».

و هنا مسائل: الأولى: سؤال القبر عليه الإجماع‏، إلّا لمن لقّن على ما سلف من الأخبار، وروى الكليني بعدة أسانيد عن الصادق (عليهالسلام): «إنّما يسأل في قبره من محضالإيمان و الكفر محضا، و أمّا ما سوى ذلكفيلهى عنه» رواه محمد بن مسلم، و عبداللَّه بن سنان. و عن الباقر (عليه السلام)مثله، بطريق أبي بكر الحضرمي و ابن بكير. ويجوز أن يأوّل بسؤال خاص لا مطلق السؤال.

و عن بشير الدّهان عن الصادق (عليهالسلام): «يجي‏ء الملكان: منكر و نكير،فيسألان الميت: من ربك؟ و ما دينك؟ فإذاكان مؤمنا قال: اللَّه ربّي، و دينيالإسلام: فيقولان له: ما تقول في هذاالرّجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟

فيقول: أشهد أنّه رسول اللَّه. فيقولان له:نم نومة لا حلم فيها، و يفسح له في قبره تسعأذرع، و يفتح له باب إلى الجنّة فيرى مقعدهفيها. و إذا كان كافرا دخلا عليه، و أقيمالشيطان بين يديه، عيناه من نحاس،فيقولان: من ربّك؟ و ما دينك؟

و ما تقول في هذا الرّجل الذي خرج بينظهرانيكم؟ فيقول: لا أدري. فيخلّيان‏