أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْسَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِصريح في ذلك، لقوله تعالى من قبل وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَاللَّهِ.
و اما قوله تعالى وَ اقْتَرَبَ إن جعلمترتبا على السجود أفاد المعنى الثاني، ومنه الحديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله):«أقرب ما يكون العبد الى ربّه إذا سجد». وإن جعل مستقلا أمكن أن يكون معناه وافقإرادة اللَّه تعالى، أو افعل ما يقرّبك منثوابه، قال الشيخ أبو علي(رحمه اللَّه): واقترب من ثوابه، قال: و قيل معناه و تقرّباليه بطاعته.
و الظاهر أنّ كلّا منهما محصّل للإخلاص. وقد توهم قوم ان قصد الثواب يخرج عنه، لأنّهجعله واسطة بينه و بين اللَّه. و ليس بذاك،لدلالة الآي و الأخبار عليه، و ترغيباتالقرآن و السنّة مشعرة به، و لا نسلّم أنقصد الثواب مخرج عن ابتغاء اللَّه بالعمل،لأنّ الثواب لما كان من عند اللَّهفمبتغيه مبتغ وجه اللَّه. نعم، قصد الطاعةالتي هي موافقة الإرادة أولى، لأنّه وصولبغير واسطة.
و لو قصد المكلف في تقربه الطاعة للَّه أوابتغاء وجه اللَّه كان كافيا، و يكفي عنالجميع قصد اللَّه سبحانه الذي هو غاية كلمقصد.
و هذه القربة معتبرة في كل عبادة، لقولهتعالى وَ ما أُمِرُوا إِلَّالِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُالدِّينَ، قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُمُخْلِصاً لَهُ دِينِي.
و دلالة الكتاب و الأخبار على النية- معأنها مركوزة في قلب كل عاقل يقصد