فوائد الملیة لشرح الرسالة النفلیة

شمس الدین محمد بن مکی العاملی الشهیر باشهید الأول

نسخه متنی -صفحه : 336/ 179
نمايش فراداده

لها من بين سائر الأغيار، فإنّ أصلالنعمة: الحالة التي يستلذّها الإنسان.

و نعم اللّه و إن كانت لا تحصى كما قالتعالى وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَاللَّهِ لا تُحْصُوها تنحصر في جنسين:دنيوي و أخروي.

و الأوّل قسمان: موهبي و كسبي.

و الموهبي قسمان: روحاني كنفخ الروح فيه وإشراقه بالعقل و ما يتبعه من القوى كالفهمو الفكر و النطق، و جسماني كتخليق البدن والقوى الحالّة فيه و الهيئات العارضة لهمن الصحّة و كمال الأعضاء.

و الكسبيّ: تزكية النفس و تخليتها عنالرذائل، و تحليتها بالأخلاق و الملكاتالفاضلة، و تزيين البدن بالهيئاتالمطبوعة و الحلّي المستحسنة و حصول الجاهو المال.

و الثاني: أن يرضى عنه و يغفر ما سلف منه ويؤديه في أعلى علّيّين مع الملائكةالمقرّبين أبد الآبدين.

و المراد من النعمة المطلوبة هنا، التيتؤكّد الرغبة فيها و سؤال مثلها هو القسمالأخير، و ما يكون وصلة إلى نيله من القسمالأول، و ما عدا ذلك يشترك في نيله المؤمنو الكافر.

(و)

(1) استحضار

(الاستدفاع لكونه من المعاندين الكافرينالمستخفّين بالأوامر و النواهي عندالباقي)

(2) من السورة، و المعنى طلب سبيل من أفاضعليهم نعمة الهداية دون الذين غضب عليهممن الكفّار و الزائغين من اليهود والنصارى و غيرهم من الضالّين.

و جملة ما فرّقه رحمه اللّه على الفاتحةمن سنن الاستحضارات القلبيّة رواه الفضلبن شاذان في علله، عن الرضا عليه السلامقال: «أمر الناس بالقراءة في الصلاة، لئلايكون القرآن مهجورا مضيّعا، و ليكونمحفوظا مدروسا، و إنّما بدأ بالحمد، لأنّهليس شي‏ء من القرآن و الكلام جمع فيهجوامع الخير و الحكمة ما جمع في‏