شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 294
نمايش فراداده

على الالتئام المتقدم على المزاج و هذا هوالمراد من قوله و كيف و علة الالتئام وحافظه قبل الالتئام فكيف لا يكون قبل مابعده أي و كيف و علة الالتئام و حافظهيكونان قبل الالتئام المستمر الوجود فكيفلا يكونان قبل المزاج الباقي الذي هو بعدالالتئام و هذا الالتئام يتداعى إلىالانفكاك عند لحوق الجامع و الحافظ وهنبالأمراض المنهكة مثلا أو عدم بالموتلارتفاع المعلول عند ارتفاع العلة و هذااستدلال مؤكد للذي قبله باعتبار المشاهدةفإذن هناك شي‏ء هو الجامع و الحافظ للمزاجو هو الشي‏ء الذي صار المركب به إنسانا(قوله فأصل القوى المحركة و المدركة والحافظ للمزاج شي‏ء آخر لك أن تسميهبالنفس و هذا هو الجوهر الذي يتصرف فيأجزاء بدنك ثم في بدنك) هذه نتيجة لما تقدمو إنما صرح بتسميته بالنفس لأن الاصطلاحوقع على أن مبدأ هذه الأفعال هو النفس ولما تبين كونه صورة و كان كل صورة جوهراصرح بأنه جوهر فقال و هذا هو الجوهر الذييتصرف في أجزاء بدنك ثم في بدنك و إنما كانتصرفه في أجزاء البدن أقدم من تصرفه فيالبدن لأنه يتعلق أول تعلقه بالروح ثمبالأعضاء التي هي أوعيته ثم بسائر الأعضاءالرئيسة التي هي مبادى‏ء الأفعالالحيوانية و النباتية ثم بالأعضاءالمرءوسة الباقية و عند ذلك يصير متصرفافي جميع البدن